يختصر الأب سهيل قاشا في كتابه هذا بعدين متكاملين الأول هو خلاصة أبحاثه عن تاريخ المشرق وهي عديدة ومتنوعة وتواكب مختلف الحقبات والمراحل بدءاّ من الجذور العريقة في القدو وصولاّ إلى المسيحية والإسلام ولا سيما الحضور المسيحي في الوسط الإسلامي والعربي، والثاني هو خلاصة تجارية ومعاناته كإنسان ولد في العراق وتنقل في أرجاء المشرق واستقر في لبنان ووعايش معاناة الناس كرجل دين ومؤرخ يعي الصعوبات والتحديات والأخطار السياسية والإجتماعية والثقافية التي تهدد المشرق والمسيحين خصوصاّ.
جمع الأب سهيل قاشا بين الحضور الذاكرة وتجذرها بالإنتماء الوطني والإلتزام برسالة ومعنى ودور الوجود المسيحي في المشرق، ديار منشأها، والمكان الذي تشهد فيه للحق والمحبة من جهة، وبين تحديات الخارج والداخل التي تهدد الوجود المسيحي في مهده وتخطط لاقتلاعهم بالهجرة والتهجير والتغريب والألغاء من جهة أخرى.
بين الحضور والغياب يكتب الأب سهيل قاشا عن مسيرة المسيحيين المشرقيين مع هويتهم والمستقبل الذي ينتظرهم والأخطار التي تهدد وجودهم. ويتناول أيضاّ علاقة المسيحيين بالإسلام ومساهمتهم في بناء الحضارة الإسلامية.