-
/ عربي / USD
شكّلت شبكةُ المعلوماتِ الدّوليّة (الإنترنت) ذروةَ التطوّر التكنولوجي في مجال الاتّصالات الحديثة، وازدادتْ تلك الأهميّة في العام 1990، مع ابتكارِ الشَّبكة العنكبوتيّة التي أباحتْ الإنترنت أمام الملايين من البشر، على اختلافِ مستوياتهم الثقافيّة والمعرفيّة والعمريّة؛ مما عزّز الإرتباطَ العالميّ بتكنولوجيا الاتّصال والمعلومات، وأصبحتْ ظاهرةً واسعةَ الانتشار لما تحويه من خدماتٍ وإمكانيّاتٍ معلوماتيّة ومواقعَ تربطُ سكانَ العالم بعضهم البعض بسرعةٍ فائقةٍ، وبقدرةٍ استيعابيّةٍ كبيرةٍ، حتى باتت جزءًا مهماً في حياة الأفراد والمؤسسات.
وقد أفضى تنامي استعمال الإنترنت وتطبيقاتها إلى تغييرِ طريقة وأسلوب التّواصل بين الناسِ وأشكال تفاعلهم إلى درجةِ أنّ بعضَ الباحثين يوازيه بالتّغييراتِ الّتي أحدثتها الحروفُ الهجائيّة في المجتمع الإنسانيّ، وبالتّغيير الّذي أحدثه الهاتف مطلعَ القرن العشرين، والتّلفزيون مطلعَ الخمسينيّات والستينيّات ؛ إذْ غدتْ وسائلُ الاتّصال الالكترونيّ عصبَ الحياة ودخلتْ مختلفَ مجالاتها الاجتماعيّة الاقتصاديّة والتربويّة والعلميّة والثقافيّة.
تعدّ هذه الدِّراسة الحاليّة - في حدود اطلاع الباحث - الأولى في لبنان، كونها محاولة تطبيقيّة لدراسةِ وتحديدِ مدى تأثير استعمال الشّباب اللّبناني للمواقع الالكترونيّة على علاقاتهم الاجتماعيّة ووسائل التّواصل التّقليديّة.
وتكمن أهميّةُ الدِّراسة في كونها تعد من الأبحاث القليلة في هذا المجال، حيث تسليط الضّوء على مفهوم التّواصل الالكتروني عمومًا، وعلى بعض المفاهيم الأخرى المرتبطةِ به، كالمجتمعاتِ الإفتراضيّة والعلاقاتِ الالكترونيّة، وذلك من خلال الإطار النّظريّ.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد