تستحضر القارئ لديوان (أمل بردان) للشاعر اللبناني ملحم الحايك قيمة التراث وأهميته لدّى الشعراء، بما هو مصدر للإبداع يضعه الشاعر بين يدي القارئ بما فيه من تجارب إنسانية لا حصر لها، وقد جعله ملحم الحايك / اللبناني الأصيل، قادراً على القول في مجموعة من التعابير البسيطة في تراكيبها، والتي تحكي عن أحداث وقصص ومناسبات قد عاشها الشاعر وأعاد تشكيلها بلغته الخاصة (المحكية اللبنانية) لتسري روحها في وجدان كلُّ منّا، وكما يقول الشاعر "بورا" عن اللغة بأنها "ذات مجال غريب شاسع"، وهي قادرة على العثور على موضوعات في أي مكان"، وملحم الحايك، الشاعر المخضرم حينما يستحضر تراثه الشعبي في قصيدة، فإنه بالتأكيد ينطلق من حرص فني قبل أن يكون أي شيء آخر، في رسم ملامح بلده بأجمل صورة وقد استدعى ذاكرته لتقول أشياء وأشياء...
في القصيدة المعنونة "مفرق بيتها" يقول الشاعر: "واقف عـَ مفرقِ بيتها وناطر... يمرق عِـَ بالا ويسألا خاطِر... تْزيج البّرادي وتسأل الشباك... قدَّيش لملم من نظر ماطر... شلحت نظرها وكان وقت غروب... لاقى العتم غطى سهل الدروب... رجع النظر عَـ رْماد عينيها... كمشة جَمرِ والقلب صار يدُوب...".

يضم الكتاب قصائد باللغة المحكية المحلية (اللبنانية) جاءت تحت العناوين الآتية: "خاطري المكسور"، "مفرق بيتها"، "تختي"، "حكاية صبية"، "أحلى نهار"، "شكوى القلم"، "حلم ووِعي"، "سراجها المهجور"، "بستانها"، "جاري الشجرة"، "خوف حالي"... وقصائد أخرى.