-
/ عربي / USD
كل يوم يمر تسقط من ذاكرة الكثيرين حقائق جلية غلفتها غشاوة الباطل بفضل الآلة الإعلامية الصهيونية الضخمة التي تسيطر على غالبية منافذ الفكر في جميع أنحاء العالم.
فقد أصبح التزوير هو الأصل والكذب والتدليس هو الحقيقة حتى ضل الكثيرون منا في متاهات التاريخ والتبس علينا الأمر لدرجة أنني سئلت في إحدى الندوات التي حاضرت فيها من قبل بعض العرب عن أن الحقوق التاريخية ليست للشعب الفلسطيني، وإنما للشعب الإسرائيلي في أرض فلسطين.
شعرت وقتها بفداحة الجريمة التي ارتكبتها الحركة الصهيونية ولا تزال، وكأن التاريخ قد انقلب رأساً على عقب وأصبح للباطل حق يؤرخه ويثبته بينما أصبح الحق نفسه دفيناً تحت أكوام من الزيف والكذب والتلفيق لا يلتفت إليه ولا يبحث عنه أحد بل ولا يذكره ذاكر.
ولأن التاريخ كما يقول الشاعر الفرنسي "بول فاليري" هو أخطر محصول أنتجته كيمياء الفكر فلا بد لنا من إستخدام تلك الكيمياء في البحث العلمي الأمين الذي هو وسيلة موضوعية فعالة تهدف للوصول إلى نتائج تسمى بالحقائق التاريخية.
فالكذب لا ينسجم مع العلوم التاريخية لأن ذاكرته قصيرة والتاريخ ذاكرته عميقة بل هو الذاكرة نفسها بوقائعه وأحداثه لذلك فالتضليل لن يصمد طويلاً أمام كل بحث تاريخي أمين يحاول أن يجلو الحقائق ويكشف بالوثائق والأدلة ما غمض عن الأذهان.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد