فعلاً، كم يبدو الدكتور علوان أمين الدين في كتابه الجديد "صراعات على حافة الهاوية" مميزاً في جرأته البحثية، وأكاديمياً في منهجيته العلمية، واضعاً الأصبع على الجرح في عملية تحكم الجغرافية بالتاريخ وبالعكس لا سيما في تناوله لمسألة الإرهاب والجماعات والطاقة والممرات المائية،...
فعلاً، كم يبدو الدكتور علوان أمين الدين في كتابه الجديد "صراعات على حافة الهاوية" مميزاً في جرأته البحثية، وأكاديمياً في منهجيته العلمية، واضعاً الأصبع على الجرح في عملية تحكم الجغرافية بالتاريخ وبالعكس لا سيما في تناوله لمسألة الإرهاب والجماعات والطاقة والممرات المائية، رابطاً بعمق بين مكوناتها وتفاصيلها وحيثياتها ونتائجها النابعة من الجيوبوليتيك والجيوستراتيجيا في آن واحد.
على صعيد المنطقة التي تناولها، وهي منطقة الشرق الأوسط، هذه المنطقة التي وجدت (جغرافيا وتاريخياً) وكأنها خلقت خصيصاً لتكون ساحة للحروب، وحقلاً للتجارب ومختبراً لجميع أنواع الأسلحة على إختلاف مصادرها وصولاً إلى حقول من جثث وبحار من دم، على مذبح المصالح الدولية المتناقضة دون أي إعتبار لمصلحة شعوبها وكينونة إنسانيتهم.
على هذا الأساس تصبح العبارة القائلة أن الحرب تندلع من الشرق وبسبب الشرق، وتحسم في الشرق (وليس لمصلحة أبناء الشرق طبعاً)، وكأنها تصلح لكل عص وزمان، في قاموس الدول الكبرى وصراعاتها (بالأصالة أو بالوكالة لا فرق)، بغية أن تبقى تجارة الحرب قائمة ومستمرة، ويبقى سوقها بالتالي هو السوق الأكثر رواجاً في العالم، لذلك، قال أحد المنظرين الغربيين أن هذه المنطقة تعوم على بحر من الذين وبحر من النفط، ويجب أن نسيطر على البحرين معاً.
فكتاب الدكتور علوان، كنز معلوماتي ثمين، يستحق إقتناءه ومطالعته بعمق الإستفادة من دروسه وعبره. - الدكتور صالح زهر الدين - باحث ومؤرخ
في وقت إجتاح فيه الإرهاب العالم، وعجزت الدول عن إقامة نظام لمواجهة التهديدات والمخاطر الآتية، أدركنا أن نوعاً جديداً من أنواع الحروب المخيفة قد بدأ، والذي سمي اختصاراً الحرب غير المتوازنة أو Asymmetrical War لقد استخدمت الولايات المتحدة خصوصاً، والغرب عموماً، هذه اللعبة بحيث تقاطعت مصالحها مع الإرهاب، فمولته ورعته ودربته، لقد حاول الدكتور علوان أمين الدين الكشف عن رؤية إستراتيجية، بفكر ثاقب، حيث خاض في الميادين الغامضة، وألقى الضوء على المصالح الحيوية والإستراتيجية للدول المحرضة على الإرهاب، من منطقة الحروب بالوكالة: الطائفية منها والمذهبية، منبهاً إلى الغيوم المجتمعة فوق البلقان، والمخاطر التي تحيط بروسيا وحصار الصين والصراع الدولي للهيمنة على ثروات الشرق وقطع "طريق الحرير"، وصولاً إلى التنافس على ممرات الغاز والنفط في سوريا والعراق وبحر قزوين، والسيطرة عليها.
لا شك أن كتاب الدكتور علوان سيضيف مادة جديدة للمكتبة العلمية وللباحثين الإستراتيجيين ليس من باب الصراعات المتفجرة في العالم بل من باب المصالح المتحفزة للدول الطامعة. - كمال مساعد - باحث في الشؤون الإستراتيجية
لا يتوقف الدكتور علوان أمين الدين عن العمل والجهد والكتابة، هو من يوازي في عقله ويومياته عمل مؤسسات ضخمة ومراكز كبرى في البحث والقراءة والمقارنة، والمتابعة هو من يتتبع حراك الأمم عبر التفتيش عن مصالحها ودورها ولا يتورع عن التدقيق في مزاج كوادرها وعقول قادتها ومفكريها.
بعد كتبه السابقة التي قارب بها قضايا كبرى جاء كتابه هذا ليلقي الضوء على مروحة من القضايا المهمة والأساسية في عصرنا الحالي من البلقان الزاخر بتاريخ يفوق قدرته على الإحتمال، إلى حوافي الأوراسية الرابضة على برميل من تاريخ واثنيات وثروات ونهضة محتملة.
ولا ينسى في بحثه بلاد سورية المترامية على نار ونور بفعل خطر وقيمة شرايين العصر الحديث النفطية، والدور الألماني القادم وصراع الامم والمصالح وأخرها الصراع البوذي - الإسلامي المفتعل لقطع "طريق الحرير"، وحتمية ضرب باكستان، والشركات الأمنية الخاصة الروسية والجيش الأوروبي الموحد، ومحرك كل مصائبنا اليوم ما يسمى بــ "جيوبوليتيك الطاقة والسيطرة على ضفاف المتوسط، ولا يغيب عن بحثه أن يعرج على موضة العصر وهي فتح القنوات المائية الإستراتيجية وكيف ستغير وجه تاريخ العلاقات الإنسانية.
الأهم في دفتي هذا الكتاب هو الإشارة إلى إستراتيجيات الإدارة الأمنية لـ "المدن الضخمة لما في ذلك من نظرة إنسانية وأمنية ومستقبلية للبشرية جمعاء بعدما اكتظت المدن حتى حافة الإنفجار.
كتاب جدير بالقراءة والتمعن يعمل به الدكتور علوان بعين الباحث وقلم المرجع وعقل مدرك لأهمية ما يحدث وهو بذلك "يملأ فراغ" مؤسسات الدولة ومفكري الأحزاب التغيرية وثوار الحرية.
في جهده المضني بإرادة صلبة وعزم لا يلين، وبإمكاناته المتواضعة يبحث الكاتب عن حقيقة ومكان ما لشعبه تحت شمس الأمم الراقية، فهو يقرأ في عقول الأقوام التي تخطط لعزة بلدانها بدلاً من التلهي في "جنس الملائكة وتبديد الثروات". - عامر ملاعب - كاتب ومحلل سياسي