-
/ عربي / USD
أدركت أن الربيع قد غادرنا يوم كفّت أمي عن الخروج إلى الحديقة، بل راحت تشيح بنظرها حين تمر قرب النافذة أو الباب حتى لا ترى ما أصبحت عليه أشجارها وورودها، قبلها كان الجراد حدثاً مثيراً للإهتمام، تغييراً مسلياً في حياة صبية القرية.
كنا نتسابق إلى قتل تلك الحشرات وطمرها كما علّمنا عمي أنيس، ونشعر أننا فرسان هبوا لإنقاذ القرية من الأشرار، ونردد: "يا سمرمر قوم قوم، الجراد تلّا الكروم"، منادين طائر السمرمر الذي قيل لنا إنه يلتهم الجراد بأعداد كبيرة.
نسير مع أهل القرية في صفوف طويلة حاملين أغصان الشجر نضرب بها الحشرات، أو نقرع بالعصي الصغيرة على الأوعية النحاسية لنصدر ضجيجاً يبعدها، كما قيل لنا، ونضحك.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد