كانت فرنسا في عهد الكاردينال ريشيليه، فريسة للمكائد والدسائس، وكان ذلك الداهية ريشيليه، يعتقد أنه لا يمكن أن يحكم أو أن يمسك زمام أمور الدولة، إلا إذا أطلق من جعبته جميع سهام المكر والدهاء، فلذا حكم البلاد بالسيف والقوة من جهة والخداع والخيانات والمؤامرات من جهة أخرى.وتفشت...
كانت فرنسا في عهد الكاردينال ريشيليه، فريسة للمكائد والدسائس، وكان ذلك الداهية ريشيليه، يعتقد أنه لا يمكن أن يحكم أو أن يمسك زمام أمور الدولة، إلا إذا أطلق من جعبته جميع سهام المكر والدهاء، فلذا حكم البلاد بالسيف والقوة من جهة والخداع والخيانات والمؤامرات من جهة أخرى.
وتفشت هذه الأمراض في جميع أوساط الشعب من الأشراف حتى العبيد والخدم من حقير ونبيل. وإذا كان الحاكم الحقيقي لفرنسا هذا شأنه فلقد كان الملك شبه صورة لا يستطيع أن يقف أمام سيطرة الكاردينال ودسائسه ورجاله، كما أن الأشراف منهم من انحاز إلى جانب الملك، ومنهم من انحاز إلى جانب السطوة والقوة.
فحصلت أول الأمر بعض المعارك التي خرج فيها الكاردينال منتصراً ولكن إذا كانت دولة الباطل ساعة، فإن دولة الحق تدوم حتى قيام الساعة، فإن تلك الدسائس التي كان أبطالها رجال ريشيليه وأعوانه من الأشراف عادت عليهم بأوخم العواقب,
إذاً لم يعدم ذلك العصر، وهو من أزهى عصور الفروسية والسيف في فرنسا وأوروبا كلها، أن يقوم أحد الفرسان ومن تؤلمه هذه المظاهر وتلك الدسائس من حقوق تهضم، وأعراض تدنس وكرامات تهدر، لم يعدم ذلك العصر من رجل هزته كل هذا فحارب المظالم والدسائس والمكر بقلبه وسيفه حتى انتصر. وهذه الرواية تبين لنا كيف استطاع "الفارس الخالد" ريكمبرج أن ينتصر على مكائد خصومه وخصوم بلاده وهم من أصحاب الوجاهة والنفوذ. وسيجد القارئ أن مؤلف القصة لم يغال بوصف بطل قصته هذه بل أنه قد أنصف البطل ريكمبرج وهو المؤلف المعروف وصاحب روايات تاريخ فرنسا المعروفة مثل: كابيتان وباردليان وريكمبرج وغيرها من الروايات الهامة المعروفة باسم ميشال زيفاكو.