تأتي "سيمفونية الراعي" في شكل يوميات يكتبها رجل دين يقطن ويعمل في الريف. تجري أحداث هذه الرواية في مدينة نوشاتل، في نهايات القرن التاسع عشر، وفي جو عائلي متدين ومتزمت، وفي إطار قروي، رجل الدين هذا متزوج وأب لأربعة أولاد، يروي في يومياته كيف أنه التقط فتاة يتيمة وضريرة، بعد...
تأتي "سيمفونية الراعي" في شكل يوميات يكتبها رجل دين يقطن ويعمل في الريف. تجري أحداث هذه الرواية في مدينة نوشاتل، في نهايات القرن التاسع عشر، وفي جو عائلي متدين ومتزمت، وفي إطار قروي، رجل الدين هذا متزوج وأب لأربعة أولاد، يروي في يومياته كيف أنه التقط فتاة يتيمة وضريرة، بعد وفاة معيلتها الوحيدة، تدعى جروترود. وعلى الرغم من معارضة زوجته له، يقرر رجل الدين إيواء البنت في بيته وتربيتها مع أولاده، يبدأ إذن رجل الدين بتربية جروترود التي تبدي لمدربها شيئاً فشيئاً الذكاء الحاد والخيال الواسع، بالإضافة إلى الحساسية المفرطة.
فتدفع بذلك هذه التجربة الفريدة كلىً من الأستاذ والتلميذ إلى طرح الأسئلة حول ذاتهما، وحول الدين والطبيعة، والنفس البشرية، والصراع بين الخير والشر, لكن شعور العطف والحنان والاهتمام الذي يشعر به رجل الدين تجاه تلميذته يتحول إلى عاطفة حب. وتبادله الفتاة الشعور نفسه، ولكنها ترى بوضوح مدى استحالة هذا الحب على كل الأصعدة الأخلاقية والدينية والاجتماعية.
ومما يزيد الطين بله هو أن ابن رجل الدين، ويدعى جاك، يقع هو أيضاً في حب هذه الفتاة، التي تشعر بما يكنه لها هذا الشاب من عواطف. لكن جاك وهو الابن المطيع لأبيه، يخضع لإرادته ويبتعد عن القرية ويعده بأن لا يرى الفتاة بعد الآن.
يكتشف الطبيب صديق العائلة أن جرترود قابلة للشفاء، وأنه لديها أمل كبير باستعادة نعمة النظر. وهذا ما يحصل بالفعل، فتبرأ من علتها وعندما تفتح عينيها تكتشف أنها تحب جاك وليس أباه، لأنها وجدت من الابن ما كانت تتصوره في الأب عندما كانت ضريرة، وأمام هذا الوضع المعقد الذي تتأكد فيه من أن حب الأب لها سيجعل حبها للابن أمر مستحيلاً، وأن العكس صحيح كذلك، تقع جروتورد فريسة صراع يؤدي بها إلى الانتحار والموت، هذا هو ملخص الرواية التي بين أيدينا، والتي جاءت هنا بإطار تربوي تعليمي يجمع ما بين اللغة العربية و النص الفرنسي هذا إلى جانب أسئلة تدور حول فهم النص والكتاب.