مجموعة من الأسس والمبادئ الإسلامية تضمها فصول هذا الكتاب، سبق تناولها من قبل الباحثين الإسلاميين قديماً وحديثاً، كالفطرة، والإرادة، والنيّة، والفعل الإنساني، ولكن لم يسبق لأحد من هؤلاء الباحثين، وضع هذه الأسس في إطار شامل ينظر إليها بصفتها أصول تشكيل الرؤية الفكرية...
مجموعة من الأسس والمبادئ الإسلامية تضمها فصول هذا الكتاب، سبق تناولها من قبل الباحثين الإسلاميين قديماً وحديثاً، كالفطرة، والإرادة، والنيّة، والفعل الإنساني، ولكن لم يسبق لأحد من هؤلاء الباحثين، وضع هذه الأسس في إطار شامل ينظر إليها بصفتها أصول تشكيل الرؤية الفكرية الضمنية التي كانت وراء الحركة الاجتماعية، خلال تحققها على أرض الواقع في ظل قيادة الرسول صلى الله عليه وسلم من بعثته إلى وفاته، وعطائها الحيوي في القرون التي تلت صدر الإسلام، والتي ازدهرت فيها حضارتها.
لم يسبق لباحث وضع هذه الأسس في سياقها العام والنظر إليها كذلك فضلاً عن دراستها على ضوء التجارب الإسلامية والعالمية والتحولات النظرية والحضارية في عالمنا المعاصر الذي ساهمت الحركة الإسلامية الحضارية في تطوير مجمل تاريخه، ودفع حركته الاجتماعية منذ أن كان الإنسان يعاني من مشكلات مستعصية مرّ بها في مختلف العصور، إلى عصرنا الحاضر الذي إذا استكثرنا على الإنسان المسلم فيه إسهامه في صنع الحضارة المعاصرة فإن مما لا شك فيه أن الإسلام بأصوله النظرية، وتجربته التاريخية وسبقه الحضاري وحيويته الدائمة، يشكل إسهاماً وعطاءً مستمراً، لا يسع الحركة الاجتماعية تجاهله اليوم وهي تواجه مختلف تحديات العصر.