ولد الكاتب البريطاني تشارلز ديكنز في بلدة قرب بورتسموث عام 1812 أمضى معظم طفولته في لندن وكنت، ودخل إلى المدرسة في سن التاسعة. ولكمنه انقطع عن التعلم في سن الثانية عشرة حين سجن والده بسب الديون المتراكمة عليه، واضطر، كي يعيل نفسه إلى العمل في معمل صناعة صباغة الأحذية...
ولد الكاتب البريطاني تشارلز ديكنز في بلدة قرب بورتسموث عام 1812 أمضى معظم طفولته في لندن وكنت، ودخل إلى المدرسة في سن التاسعة. ولكمنه انقطع عن التعلم في سن الثانية عشرة حين سجن والده بسب الديون المتراكمة عليه، واضطر، كي يعيل نفسه إلى العمل في معمل صناعة صباغة الأحذية والمواقد.
هذه الظروف التي نشأ فيها ديكنز ولدت في نفسه شعور بالقهر والهجر لازمه طيلة حياته. وقد صور تجارب طفولته، بتعديل طفيف في روايته الخالدة: ديفيد كوبرفيلد.
اشتغل ديكنز في العام 1827 كاتباً في مكتب محاماة، ثم أصبح بعد فترة مراسلاً صحفياً يغطي، من البرلمان والمحاكم، أخبار المداولات ومجريات الأمور. وهكذا نمت لديه قدرة على الوصف الدقيق جعلت كتاباته المبدعة فذة وملفتة للنظر,
كان يكنز في سن الرابعة والعشرين حين شرع يكتب رواياته التي أكسبته الشهرة الواسعة. إذ كان مراقباً عظيماً للأشخاص والأمكنة، ينجذب بشكل خاص إلى أحوال الحياة السائدة في لندن في أواسط القرن التاسع عشر. كان يكتب بطلاقة حين يصف أفراد الطبقة الوسطى الفقيرة، أو الأشخاص الذين لم يتلقوا سوى القليل من التعليم. لذلك فمعظم رواياته تجذب انتباه القارئ إلى الحالة الاجتماعية المقلقة التي سادت إنكلترا أكثر من مئة سنة، وساعدت في بعض الحالات على تحسينها.
ترك ديكنز عشرين رواية، ظهرت كلها تقريباً بالأصل في حلقات أسبوعية أو شهرية، بتقدمة عمله بهذه الطريقة في الجرائد والمجلات، أصبح ديكنز قادراً على الوصول إلى الناس الذين لا يشترون عادة كتباً كاملة. أحب جمهور قرائه الواسع المشاهد والشخوص التي خلقها والتي عكست الحياة في لندن منتصف القرن التاسع عشر على نحو جيد جداً. وقد عرض تفهماً عظيماً للطبيعة البشرية، وتعاطفاً قوياً للشباب وعيناً حادة على الناس والأمكنة.
بدأ ديكنز كتابة أوليفر تويست في 1837، خلال وقت قصير بعد أن أصبح أباً لأول مرة. هذه أول رواية يتكلم فيها دينكز ضد الشرور الاجتماعية، وهي في هذه الحالة عن الظروف الرهيبة في الملاجئ/الإصلاحيات حيث يجبر الناس الفقراء أن يعيشوا إذا لم يستطيعوا أن يدفعوا ديونهم. والرواية أيضاً تصور عالم لندن الإجرامي الخفي على نحو حي، مظهراً كيف يدخل الأطفال بسهولة بالغة عالم الجريمة تحت تأثير الكبار الذين يستغلونهم لمصلحتهم الخاصة. والكتاب مليء بتطورات غير متوقعة وأحداث غير محتملة أحبها قراء القرن التاسع عشر حباً جماً، واستقبلت بحماس عظيم عند نشرها. ومنذ ذلك الوقت، ظلت القصة الشعبية وعادت إلى الظهور في أشكال كثيرة بما في هذا على خشبة المسرح وكنسخ موسيقية سينمائية.
تموت أن أوليفر الشابة وهي تضع مولودها ويربى الوليد في ملجأ، فيظل دائم الجوع ويعامل معاملة سيئة. بعد أن يعمل أوليفر مدة من الزمن عند متعهد دفن، يهرب إلى لندن حيث يلتقي بلص شاب، المراوغ الماكر وأصدقائه. وتعمل عصابة النشالين لحساب الشرير فاجن وتعيش معه، فيرحب هذا بأوليفر في بيته. حين يدرك أوليفر ما يقوم به الأولاد، يحاول أن يهرب. ويستأجر فاجن المجرم العنيف بيل سايكس، ليعيد الولد إليه، لكن أوليفر يكون قد صادق أصدقاء جدد يريدون حمايته. ويصبح الصراع بين هؤلاء الأصدقاء والرجال الأشرار الذين يريدون إسكات أوليفر مغامرة مثيرة ودرامية.
وما يميز هذه الطبعة التي بين أيدينا من القصة هو أنها جاءت باللغتين العربية وما يقابلها باللغة الإنكليزية، وإنها جاءت مزودة بتدريبات شاملة لمحاور القصة كلها، هذا فضلاً عن الأسلوب الميسر في ترجمتها والذي روعي فيه السلاسة في العرض في التعبير والابتعاد عن المفردات الصعبة.