جرى تعريف الخلافة عند السلف على أنها رياسة في أمور الدين والدنيا، نيابة عن النهي الكريم. وأن منزلة الخليفة من الأمة، هي بمنزلة النبي من المسلمين. هذا وإن نظام الخلافة لم يكن قبل الإسلام، فهو إذاً غير منبعث عن نظام سياسي سابق. واستحدث هذا النظام لأول مرة بعد وفاة الرسول صلى...
جرى تعريف الخلافة عند السلف على أنها رياسة في أمور الدين والدنيا، نيابة عن النهي الكريم. وأن منزلة الخليفة من الأمة، هي بمنزلة النبي من المسلمين. هذا وإن نظام الخلافة لم يكن قبل الإسلام، فهو إذاً غير منبعث عن نظام سياسي سابق. واستحدث هذا النظام لأول مرة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وشغور منصب السلطة الأول في دولة الإسلام الفتية. وحين خلف أبو بكر الصديق الرسول صلى الله عليه وسلم في رياسته على المسلمين وديار الإسلام والدولة الإسلامية، ولقِّب بخليفة رسول الله، وقد عرف هذا اللقب بدل أن يضاف، حين أطلق لأول مرة على عمر بن الخطاب الذي تلت خلافته، ولاية وخلافة أبي بكر الصديق على المسلمين. وقد لقب كل من أبي بكر الصديق وعمر وعثمان وعلي بالخليفة الراشدي. كما لقب العصر السياسية لهؤلاء الخلفاء، بعصر الخلفاء الراشدين، واستحدث هذا النظام لأول مرة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وشغور منصب السلطة الأول في الإسلام الفتية. وحين خلف أبو بكر الصديق الرسول صلى الله عليه وسلم في رياسته على المسلمين وديار الإسلام والدولة الإسلامية، لُقِّب بخليفة رسول الله. وقد عرف هذا اللقب بدل أن يضاف، حين أطلق لأول مرة على عمر بن الخطاب الذي تلت خلافته، ولاية وخلافة أبي بكر الصديق على المسلمين. وقد لقب كل من أبي بكر الصديق وعمر وعثمان وعلي بالخليفة الراشدي. كما لقب العصر السياسي لهؤلاء الخلفاء، بعصر الخلفاء الراشدين، واستحدث أيضاً لقب أمير المؤمنين، وهو يدل على الخليفة الذي يتولى سدّ الخلافة ويدير شؤونها الدينية والدنيوية.
وأما بالنسبة للأمويين الذي يمثل عصرهم مدار البحث في هذا الجزء من موسوعة الحضارة العربية، فمن الممكن أن يكون مفهوم الخلافة عند الحزب الأموي، ينطلق من جوهر العقيدة الإسلامية التي تقول بأن الأمة تقدم على الشريعة، وأن تطورها يسير بخطوات يرسمها الله، وأن استمرارها منوط بقوة الإجماع المبرأ من الخطأ. تأسيساً على هذه القاعدة، كان الأمويون يلتمسون وجه الشرعية، من خلال طرح أحقيتهم بالخلافة. فالخلافة لدى الأمويين كانت ذلك الشكل من الحكومة الذي يتضمن أوامر الشريعة ويحرص على أن تطبق عملياً. ولكن حين كانت تسلّم القاعدة لتطبيق، تبرز الاختلافات الكثيرة في طريقة تطبيقها، ويظهر التناقض بين جوهر الخلافة والشكل الذي يمثل آلية الوصول إلى ذلك الجوهر. وربما كان ذلك ناتجاً عن كون الواقع الداخلي في الإسلام، زمن الأمويين، هو شيء مختلف تماماً عن الصيغ الخارجية التي كان يصوغها الفقهاء. فكثيراً ما يلحظ الباحث تبايناً واسعاً، بين المحتوى الواقعي للفكر الإسلامي الأموي، وبين التعبيرات الفقهية التي ظهرت في خطاب الفقهاء المسلمين عصر ذاك. والراصد لتاريخ الخلافة الأموية، يلحظ ذاك البون الشاسع الذي كان يباعد بين محتوى الخلافة الأموية الحقيقي الواقعي وبين الصيغ النظرية الفقهية التي كانت تمثل في خطاب الفقهاء، فكثيراً ما كانت الصيغة الفقهية تبدو وكأنها محاولة، لا للتعبير عن القاعدة الداخلية في حقيقتها وواقعيتها، بل من أجل وضعها في شكل معين يفيد في جدل فقهي يمكن أن يحقق غاية جزئية معينة. ومهما يكن من أمر فقد اكتسبت الخلافة الأموية، طابع الإمبراطورية العربية التي أنشأها العرب وحافظوا على حكمها بصورة مباشرة. وقد استفاد منها العرب وغير الغرب، غير أن طريقة حكمها، ظلت تسير وفاقاً للنظم العربية نفسها. لهذا يمكن الحديث أيضاً، عن أن الخلافة اكتسبت طابع الملك العربي العضوض، عضّ عليه الأمويين بالنواجز، وكانوا يورثونه وراثة لأبنائهم وأقربائهم وحفدتهم المتصلين بهم أواصر الدم وربما الرحم معاً وللدلالة على عظمة الخلافة كملك، أدخل الأمويون في الدولة العربية الإسلامية "الطراز" وهو قديم كان يجري استعماله في بلاطات الفرس والروم، ونقل استعماله إلى الخلفاء بصورة خاصة، حيث كان يرسم الملوك والخلفاء أسماءهم وإشارات تختص بهم في طراز أثوابهم المعدّة للباسهم الرسمي من الحرير والديباج وغيرهما.
ويعتبر الخليفة الأموي معاوية هو أول من تأثر بطرز الملك قبل أن يصبح خليفة على المسلمين. وكان يتخذ مجلساً ملوكياً لنفسه ويضع التاج ويحمل الصولجان بعد أن أصبح خليفة على المسلمين. أما عبد الملك بن مروان، فهو أول من نقل الطراز إلى العربية. فقد كان الخلفاء الأمويون يستعملون الطراز في دواوينهم وعليه الكتابات الرومانية.
ومع مجيء عبد الملك بن مروان، بدأ الأمويون يستعملون الطراز بالعربية على أثوابهم وستور منازلهم وقراطيسهم. ثم جعلوا ذلك على ملابسهم وملابس أجنادهم ورجال دولتهم، يكتبون عليها شارة الخلافة، وهي اسم الخليفة أو لقبه أو نحو ذلك. ولعل بقاء رسوم الخلافة على شارات الدولة وبنودها وكسائها، كان يدل على سلطانها، ومهما يكن من أمر فإن هذا الجزء من الموسوعة يقدم للقارئ معلومات موسعة حول تلك الفترة التاريخية في الدولة الإسلامية والتي ساهمت في تكوين معلم هام من معالم الحضارة الإسلامية وهذه إضاءة على أهم المحاور التي تمّ إلقاء الضوء عليها في هذه الدراسة: مقدمة في صفة دمشق والخلافة الأموية، تجديد المشروع السياسي من أمية إلى معاوية، مؤسسات الدولة العربية/الأموية، منجزات الدولة الأموية الفنية، السلطة والسلطة المضادة، في رجالات الدولة.