-
/ عربي / USD
تعتبر أرض الجزيرة العربية، منشأ العرب الأول في الجاهلية والإسلام. وقد قسمها الجغرافيون إلى خمسة أقسام: تهامة والحجاز ونجد والعروض واليمن. وأما تهامة فهي المنطقة الضيقة المطلة على البحر الحمر. وأما نجد فهي أرض التراث، حيث تكثر الأودية والمناطق البركانية، وأشهر الحرات حرّة المدينة. وقد وجدت فيها آبار وعيون آذنت بقيام قرى كبيرة مثل يثير ووادي القرى. وينبسط الحجاز شرقاً في هضبة نجد الفسيحة حتى تتصل بأرض العروض وهي بلاد اليمامة والبحرين. وهذا وقد كانت للعرب من هذه البلاد طبيعة حياتية والتي كان لها طابعها المميز لا كما يعتقد البعض أنها كانت خلواً من أي صنعة حضارية.
وشكلت الميثولوجيا معلماً من معالم الثقافة العربية في تلك الفترة الجاهلية أي قبل الإسلام، إذ كان للعرب ميثولوجيا كغيرهم من الشعوب القديمة، تؤكد عليها نصوص عديدة رواها الأخباريون. وقد كانت التعبير التاريخي من تطلعات العرب في مجتمعهم القبلي الجاهلي إلى ما وراء المحسوس، من حيث تفسيرهم لبعض المظاهر الكونية التي كان يتعذر عليهم تفسيرها بشكل آخر أكثر عقلانية. فالظاهرات الطبيعية، كان لها تأثيرها الكبير والمباشر على حياتهم. مثل تبدل الفصول الأربعة، وتداول الخصب والجفاف عليهم، وتعاقب الشمس والقمر بين ليل ونهار، وتغير مواقع النجوم وثبات بعضها في مواقعه. وقد فسروا هذه الظاهرات تفسيراً حدسياً بدائياً، دون أن يستندوا في ذلك إلى وعي علمي دقيق، مثلهم في ذلك مثل سائر الشعوب القديمة. وقد عبروا عن هذه المواقف والتصورات، بصور ميثولوجية من الأساطير والخرافات وتمثل الجاهليون بعض النجوم والكواكب على هيئة أشخاص حية لها لما للبشر من أبدان ومشاعر ورغبات ومواقف وأفعال إلى ما هنالك من تصورات كان مبعثها بيئتهم الصحراوية التي عاشوا فيها.
وتأتي هذه الإضاءة حول الحياة الجاهلية ضمن الجزء الأول في موسوعة الحضارة العربية التي اتسمت بالدقة وبالأمانة العلمية ضمن مناخ أكاديمي دلّ على خبرات واضعيها. وقد اشتملت العناوين التالية: 1-الحضارة العربية في العصر الجاهلي، 2-الحضارة العربية في صدر الإسلام، 3-الحضارة العربية في العصر الأموي، 4-الحضارة العربية في العصر العباسي، 5-الحضارة العربية في العصرين الأيوبي والفاطمي، 6-الحضارة العربية في العصرين المملوكي والعثماني، 7-الحضارة العربية في الأندلس.
والغرض من هذه الموسوعة الأكاديمية سد ثغرة في المكتبة العربية الحديثة التي كانت خلواً منها، بالإضافة إلى الحاجة الملحة لموسوعة الحضارة العربية، التي تقدم المادة العلمية الرصينة بامتياز. هذا وقد جاء هذا الجزء ضمن أبواب تضمنت الحديث عن المواضيع التالية: مقدمة تمّ من خلالها إعطاء فكرة أولية عن العرب في الجاهلية من حيث طبيعة حياتهم وآدابهم وفنونهم وطريقة عيشهم. الباب الأول تحدث عن الجغرافية الطبيعية للجزيرة العربية، وتناول الباب الثاني الجغرافية الاقتصادية، أما الباب الثالث فقد تمّ الحديث فيه عن الحياة الاجتماعية ودار الباب الرابع حول أيام العرب وحروبها وأدواتها، وتمّ تخصيص الباب الخامس للحديث عن الشرائع والزواج والوأد، وتناول الباب السادس مسألة القبائل العربية من حيث مناملها ومهاجرها وتحدث الباب السابع عن العقلية العربية وعن طبقات المجتمع، وتضمن الباب الثامن المفاخر والمعايب، وأما الأبواب من التاسع إلى الثالث عشر فقد دارت على التوالي حول المواضيع التالية: مكة ويثرب والطائف، العبادات الوثنية، الكهانة وأخواتها، الديانات اليهودية النصرانية، الصابئة المجوسية، الممالك العربية، الأسواق العربية.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد