هو الساحر، والقبّعة، والحمامة، هو النرد، والأصابع، والحظ، هو الشجرة، والفأس، والنار، هو الشفير، والهاوية، والإنتحار، هو الشاعر، ومحمود، ودرويش، الذي أتى وقال وفعل ورحل، اختصر، وأطال، تقشّف واسترسل، لمّح وسمّى، أضاف وشذّب.هو محمود درويش، العابر بين لعبة اليوميات ووقار...

هو الساحر، والقبّعة، والحمامة، هو النرد، والأصابع، والحظ، هو الشجرة، والفأس، والنار، هو الشفير، والهاوية، والإنتحار، هو الشاعر، ومحمود، ودرويش، الذي أتى وقال وفعل ورحل، اختصر، وأطال، تقشّف واسترسل، لمّح وسمّى، أضاف وشذّب.
هو محمود درويش، العابر بين لعبة اليوميات ووقار الأزمنة، فعرف كيف يبتعد حين يجب، وبطل حين تستدعي الضرورة، فرسم بقلمه الهالة فوق رأسه، وباليد الأخرى رشق الحجر، حرك صفحة البحيرة، أعاد تأليف الماء، وأقلق نفيق الضفادع.

هو الثائر وكفى، الثائر على الظلم، والإحتلال، والشعر، وجُلّ المشهد، وهو النجم المتألق، المحبوب، الأنيق، المهذب، الدافئ، لكنه أولاً: المبدع.

في التاسع من الشهر الثامن من السنة 2008، حيث العقد الأول من الألفية الثالثة وحل الشاعر محمود درويش في إحدى مستشفيات أميركا بعد عملية جراحية لم يكتب لها النجاح، فجأة أصبح درويش هو الخبر الأول، هو الخبر العاجل، فتحول في لحظة من مُشاهِد إلى مُشَاهَد.

وبإيماءة سريعة منه - هو المايسترو المسجّى - امتشق أصدقاؤه ومحبّوه أقلامهم فكتبوا، وذرفوا الحبر والذكريات والأشواق والتحاليل والتآويل.

من هنا، انطلق هذا الكتاب ليكون إبرة وخيطاً، برتق الكلمات، ليكتمل الثوب، ثوب الإحتفاء بمحمود درويش.

الكتّاب هم من مختلف الشرائح، من مختلف الهويات، نشروا شهاداتهم في الصحف ليشاركوا الآخرين أحاسيسهم وآراءهم حول الراحل الكبير.