-
/ عربي / USD
"إنه الليل المفعم بالغصات والمخاوف، المترع بشهوات غامضة، ليل طائرات ما بعد منتصف الليل، حين تهبط مع الفجر المغبر في مطار مدينة جديدة، ويصير اسمك: ترانزيت. في مطار هونغ كونغ، سألني الموظف عن اسمي، فقلت له: ترانزيت. وحين فتش جيوبي وجدها محشوة بحصى الغربة الملوّنة والضباب، وحين فتح حقائبي طارت منها كلمات الحب فراشات ملونة، وهبت منها روائح الغابات وبخور الجزر الاستوائية... وحين فتش قفازاتي البيض المخرمة، وجد فيها يد حبيبي، وحين فتش عينيي وتحت جفوني رأى صورته... فتركني أمر، وحيّاني بتنهيدة!... ولكنهم لا يفعلون ذلك إلا مع أحفاد ابن بطوطة أمثال، الذين أنعم الله عليهم بمصيبة الحب: "حب الترحال...".
في هذا الكتاب تتابع المؤلفة رحلتها الأبجدية مع أدب الرحلات، وبعد كتابها "الجسد حقيبة سفر" الذي اقتصرت رحلاته على مدن أوروبا الغربية وأخرى عربية، ترافق غادة السمان هذه المرة شرقاً لنزور بانوك، ومانيلا وسينغافور، وهونغ كونغ وسواها، ثم نرحل غرباً إلى نيويورك وواشنطن ولوس أنجلوس وهوليوود، ولاس فيغاس واورلاندو وميامي وغيرها من مدن الولايات المتحدة. في محاولة للتعرف على التضاريس الروحية للناس في البلدان التي تزورها، وعلى جغرافيا قلوبهم ومناخاتهم النفسية والروحية. فالرحيل حوار صامت مع الحضارات الأخرى.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد