-
/ عربي / USD
"ماذا يملك أطباء القلوب لزمن يحترف التهام الأطفال والأعصاب والقلوب؟ ماذا يملكون لتلك الحضارات التي تنخر مناجم الروح في كل لحظة… وانهيارات الحزن المتلاحقة التي لم تزدها التكنولوجيا إلا فداحة؟ ماذا يملكون لصواريخ نووية تنطلق خطأ وقد تنطلق ذات يوم عمداً لتبيد الملايين، وغازات تأكل سواد العيون وتحرق الآلاف في ومضة عين، وحروب ماضية وآتية تهدد بفناء الإنسان والشجرة والسمكة والطائر، كلنا احترام لأطباء القلوب الذين يكرسون حياتهم لإنقاذ مريض. ولكن ما جدوى صراعهم إذا لم يكمله جهد خارق آخر لجعل كوكبنا مكاناً صالحاً للحياة، لا مصيدة فناء؟ ولو فرضنا جدلاً أن جراحة زرع القلوب تطورت بحيث صارت رخيصة التكاليف ومضمونة النتائج، ما جدوى أن نجدد للإنسان قلبه إذا كنا سنقتله ثانية؟ كأننا اليوم نزرع له قلباً جديداً كي يموت غداً مرتين. كأننا نطيل له حياته كي نزيد من عدد ميتاته. زراعة قلب المريض لا تكتمل إلا بزراعة قلب لعصره...وهذه مهمة بقية سكان هذا الكوكب الهزلي الذي يكافح لأطالت عمر المرء كأنما ليقتله مرات عديدة". لواقع حياتي عربي يحفل بالتناقضات الاجتماعية. نظرة اجتماعية ناقدة لكنها بناءة، ومسحة أدبية رائعة ونبرة عاتبة ساخرة، هي ما اتسمت به سطور غادة السمان المتدفقة بزخم من أعماقها المحتلة.
في كتاباتها سيل متوقف من المعاني، وكم من العبارات، تأخذ حيّزها على الصفحات بدافع عفوي من الرفض المشحون بالاستياء
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد