-
/ عربي / USD
"كلما عجز والدي عن الصيد وعاد مدحوراً من البحر يذهب لصيد العصفور الذهبي في حدائق أمي... والنتيجة فم جديد يجب إطعامه، وجسد طفل جديد يرتمي في غرفتنا الضيقة... انه يفرغ ثورته في الفراش، وأنا آكل نفسي بنفسي. لا أستطيع حتى أن أتحدث إلى الفتاة التي أحب... والقمع في كل مكان. كل ما استطيعه في هذا الجو الخانق هو أن أكتب لها رسائل الغرام وأرمي بها عند مدخل بيتها حين تعود من المدرسة، ومثل الجواسيس نتبادل الخطابات... وأحلم بها في رحلاتي الفردية إلى جنائن التفاح المحرم، وأحلم بها مدحوراً وعبثاً أنسجها بين أصابعي... وأبي يعود من رحلته مدحوراً وعلى كتفه طفل جديد"... الحدث الروائي في "بيروت 75" هو مجموعة فعال متقاطعة تتداخل لوحاتها، وهو حدث عادي وبسيط، إلا أن عظمة الرواية تتجلى في مزج الواقع بالحكم، والمعقول بالامعقول، والمصادفة بالقصد، والحياة بالموت... في جدلية محمومة، في مفارقة تقلب منطق الوعي، حيث الأحياء موتى والموتى أحياء، وبلون من العبث، يصبح الجنون عقلاً والعقل جنوناً.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد