-
/ عربي / USD
رغم أن هذا الكتاب قد جاء بأسلوب خطابي وبياني في ما يرسمه من معالم العلاقة والارتباط بين الإنسان وخالقه، إلا أن الطلب المتزايد له ونفاذه في الأسواق في مدة وجيزة يعكس حاجة الناس وعطشهم إلى هذا النوع من المعارف الدينية التي تتولى تحريك المشاعر الحميمة في واقع الإنسان مما يحقق له مزيد من الارتباط بالمطلق والشعور الباطني بالرضا والبهجة والرؤية السليمة الواضحة وبالتالي فإن هذا الكتاب يعالج أهم هاجس يعيشه الإنسان المسلم في حركة الحياة والواقع النفساني، وهو هاجس الانفتاح على الله والسير في خط الإيمان والإستقامة والفضيلة والابتعاد عن الأنانية والشر والرذيلة.
إن علاقة الإنسان بالله تعالى ليست هي علاقة العبد بالمولى الذي يأمر وينهى وما على العبد إلا الامتثال للمولى من موقع الخوف والتقوى كما تصورها لنا المفاهيم التقليدية والفقهية، ولا علاقة الابن بالأب كما تصورها لنا المسيحية، بل هي أقرب إلى علاقة الطفل بأمه في توليه له من حنان وعاطفة مستوحاة من الحب الخالص الذي يرسم العلاقة بينهما، وهذه العلاقة العاطفية هي التي يحتاج إليها الإنسان في توثيق الرابطة في ما بينه وبين ربه، ومن دونها لا ينفع الاعتقاد الذهني بوجود الله وصفاته الحسنى ولا نصائح علماء الأخلاق ولا أحاديث المعصومين في إخراج الإنسان من أجواء التيه والفراغ واللامبالاة إلى أجواء الحب والحركة والمسؤولية، وهذا الكتاب يمثل مساهمة بسيطة في استجلاء كوامن هذه العلاقة العاطفية وإنقاذ الإنسان من حصار الفكر التقليدي وتحديات الظروف الصعبة إلى حيث الطمأنينة والبهجة والرضا الباطني، وببيان آخر: إنقاذ الإنسان من حالى الاستغراب والتورط في الذات المجازية وإعادته إلى ذاته الحقيقية ونفسه الأصيلة.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد