شارك هذا الكتاب
الحياة حلوة
الكاتب: محمود فاعور
(0.00)
الوصف
ذكريات متناثرة تخطها يد طبيب جراح... وجراح مميز إذ منحته جمعية الجراحة العامة في لبنان لقب الجراح المميز لعام 2010، ونال معها جائزة "اليد الذهبية" ويده الذهبية هذه خطت ثمانية مؤلفات، أولها "الشفاء بالجراحة"، وآخرها "الحياة حلوه"... وهو يرأس حاليا جمعية دار العجزة...

ذكريات متناثرة تخطها يد طبيب جراح... وجراح مميز إذ منحته جمعية الجراحة العامة في لبنان لقب الجراح المميز لعام 2010، ونال معها جائزة "اليد الذهبية" ويده الذهبية هذه خطت ثمانية مؤلفات، أولها "الشفاء بالجراحة"، وآخرها "الحياة حلوه"... وهو يرأس حاليا جمعية دار العجزة الإسلامية... وما زالت "الحياة حلوة" يحدث عن حلاوتها في مجموع ذكرياته المتناثرة هذه... تقرأ فيها هذه الخاطرة التي جالت في فكرة بعد جلسة أقامتها سيدة اللويزة والتي شاركت فيها جميع الطوائف والغاية والهدف: تكريس العيش المشترك والتأكيد على المواطنة في الحقوق والواجبات، والتي جاءت تحت عنوان "من الأزهر الشريف إلى سيدة اللويزة... المواطنة والعيش المشترك" كيف يقول: "كان لي شرف حضور الجلسة التي أقامتها جامعة سيدة اللويزة يوم السبت في 1 حزيران 2017 بدعوة كريمة من سيادة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ومشاركة رؤساء الطوائف بدون إستثناء مع حشد كبير من سياسيين ورؤساء الجمعيات المدنية والفعاليات وأعلام الثقافة وأركان الحوار الإسلامي المسيحي.
توالى على منبر الجلسة كل رئيس طائفة معبرا عن رأيه وإيمانه بالعيش المشترك والمواطنة والمساواة في الحقوق والواجبات، وأكد الجميع إدانة التصرفات التي تتعارض مع مبدأ المواطنة وممارسات التهميش والكيل بمكيالين وأكثرية وأقلية، فالكل في عين الوطن سواسية فالدين لله تعالى والوطن للجميع.

ويرفض المجتمعون ربط الإسلام وغيره من الاديان بالإرهاب وركز ممثل الأزهر الشريف على إحترام الرأي الآخر... فلكم دينكم ولي دين... كل ما يرتجى هو أن تلاقي هذه الأصوات صدى جيدا عند الناس عامة وتجاوبا صادقا مع المفاهيم السامية التي تأمر بها كل الأديان السماوية، إذا لم تأخذ المبادرة بنشر هذه التعاليم في المجتمع بدءا من البيت والمدرسة والجامعة والمعمل وغيرها من مكونات المجتمع فلن نحقق النتائج المطلوبة.

إن إحترام الرأي الآخر يجب أن يكون أساس التعليم المدني... وكتب أيضا تحت عنوان "للتاريخ فقط"، "ثلاثة رجال عظام من العراق وسوريا ولبنان لكل منهم قصة معبرة، الأولى وصلتني... من صديق عزيز عن الشهيد الأستاذ القاضي عبد الأمير علي "رحمة الله عليه" الذي اغتالته العصابات المجرمة أمام داره حين كان رئيس محكمة جنايات بغداد الجديدة عام 2005 أخبرني الصديق بأن هذا القاضي كلف أن يكون رئيس لجنة إئتلاف ملفات القضايا التي مر عليها أكثر من خمسين عاما، وأخذ الدرجة القطعية لإملاء قسم الأرشيف بها وزارة العدل، أثناء العمل جاءته إحدى الموظفات بملف دعوى معمل طابوق جلعوط، المدعي: السيد كاظم جلعوط، المدعى عليه: فيصل بن الحسين ملك العراق، يدعى السيد كاظم بأنه جهز الملك بكمية من الطابوق (حجر بناء) تساوي 100 دينار لم يسددها الملك، وقال القاضي أنه درس الملف بالكامل ولم يجد أي شيء غير قانون أي معاملة خاصة للملك، عندئذ تم إستدعاء الملك عن طريق مبلغ المحكمة للحضور أمام القاضي في الوقت والمكان المحددين ومؤدي عليه بصوت عال من قبل منادي المحكمة، فأجاب الملك: حاضر، اعترف الملك بما ادعى عليه كاظم علي وطلب الملك أن يقسط المبلغ 10 دنانير في الشهر، فأمر القاضي أن يدفع 10 دنانير أول كل شهر في المحكمة، حديث آخر عن الرئيس المرحوم شكري القوتلي الذي كان رئيس جمهورية سوريا العربية وقد سمعت الحديث شخصيا من ابن مدير الأوقاف في ذلك الوقت والذي استقال من منصبه لسبب ما، وعاد إلى منزله محبطا وحزينا... حزنت الزوجة وحاولت أن تثنيه عن قراره فلم تفلح، وفي المساء وقبل صلاة العشاء سمعت العائلة دقات على الباب الخارجي، قام رب العائلة وفتح الباب فإذا هو أمام رئيس الجمهورية الذي صعد أدراج الطوابق الأربعة وما إن التقط أنفاسه حتى بادر المدير المستقيل بالسؤال: ماذا فعلت يا سعادة المدير؟ تستقيل دون أن تشاورنا بالأمر؟ اتمنى عليك بكل محبة الرجوع عن الإستقالة والعودة إلى العمل وهكذا كان، الحدث الثالث: كنت من رواد مسبح السان مشال... وكانت هناك بعض الشاليهات القليلة... ومن بينها شاليه مميز بشرفة واسعة مربعة يجلس في ركن من أركانه رئيس الجمهورية آنذاك الشيخ بشارة الخوري بقبعته ونظارته السوداء.

كان يجلس ساكنا لمدة ساعة يوميا يتأمل البحر الأزرق الجميل الممتدة مياهه حتى الأفق البعيد... كان الرئيس يصادف في طريق عودته إلى القصر الجمهوري رجلا مسنا جاك على كرسي أمام وكأنه المتواضع، الرجل المسن يقف يوميا عند مرور الموكب ويرفع يده تحية للرئيس ويجيبه الرئيس بتحية بيده، ودارت الأيام... إلى أن مر الموكب لعدة أيام ولم يكن الرجل كعادته جالسا أمام دكانه، استوقف الرئيس سائقه وسأل مرافقه أن يذهب للسؤال عن الرجل، من هو؟ وأين هو؟ وما سبب غيابه؟ عاد المرافق ليخبر الرئيس بنبأ وفاة الرجل، أرسله الرئيس مرة ثانية لمعرفة من هو وأين يسكن، في اليوم التالي ذهب رئيس الجمهورية بشارة الخوري إلى منزل الرجل وقدم تعازيه... دروس في الأخلاق والتواضع والمساواة أمام القضاء الجريء والعادل... إحترام القضاء في موضوع الملك... التقدير والإحترام والحرص على الكفاءات؛ في موضوع مدير الأوقاف... الإنسانية الممزوجة بعاطفة نبيلة في موضوع الرئيس اللبناني... رجال عظام دخلوا التاريخ وخلدوا المفاهيم السامية... وخلدهم التاريخ بأعمالهم وتصرفاتهم الحضارية الممزوجة بالتواضع والتي تحمل في طياتها روح العاطفة الإنسانية... لم يخطئ الكاتب في العنوان الذي اختاره لمجموعته هذه التي تمثل جوانب حياتية لشخصيات... لمناسبات... لتوجهات... تخبر القارئ بأنه ما زال هناك متسع رحب للإنسانية والرقي الأخلاقي والإجتماعي والسياسي... يجعل الحياة حلوة.

التفاصيل

 

الترقيم الدولي: 9786144428795
سنة النشر: 2020
اللغة: عربي
عدد الصفحات: 136
عدد الأجزاء: 1

 

فئات ذات صلة

التقييم والمراجعات
0.00/5
معدل التقييم
0 مراجعة/ات & 0 تقييم/ات
5
0
4
0
3
0
2
0
1
0

قيّم هذا الكتاب




هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟

مراجعات الزبائن

لا توجد أي مراجعات بعد

متوفر

يشحن في غضون

المصدر:

Lebanon

الكمية:
تعرف على العروض الجديدة واحصل على المزيد من
الصفقات من خلال الانضمام إلى النشرة الإخبارية لدينا!
ابقوا متابعين