-
/ عربي / USD
هذا المتن العقدي متنٌ تقريريٌ لعقيدة أهل السنة والجماعة، كما يراها مؤلفها بحسب إعتقاده، وفي الوقت نفسه هو نصٌ مليءٌ بحضور أسماء الفرق والمذاهب المخالفة لعقيدة المؤلف، والتي حرص – إلى جوار بيان وتّجْليّةُ عقيدته – على بيان ضلالها وبدعيتها ومخالفاتها، بلغة لا تخلو من الصرامة والشدة.
ويبدو أنَّ غَرَضَ المؤلف من كتابة هذا الكتاب للسلطان الغزنوي محمود بن سُبْكْتِكين، هو محاولة كسب مؤازرة ودعم السلطان إلى جانب عقيدته التي تمثلت في هذا المتن، ومحاربة الفرق والمذاهب المخالفة له، خصوصاً أنهما – المؤلف والسلطان – يشتركان في الإنتماء إلى المذهب الفقهي نفسه، وهو المذهب الحنفي.
وإخراج هذا النَّص، بتحقيقه وإلقاء ضوء عليه، يُمثل أهميَّة كبيرة من عدة جهات:
أولاً: أنَّها المرة الأولى بحسب ما وقفتُ عليه التي يُحقق فيها هذا الكتاب، حيث لم يُكشف عن وجوده من قبل، فهذه هي المرة أولى التي يُكشف فيها عن وجود كتاب الإعتقاد الذي ألفه الإمام المُفَسِّر محمد البَلْخِيّ.
ثانياً: أهمية محتوى النَّص نفسه، لما تضمنه من تقريرات عقديَّة وفقهيَّة تُمثل طائفة واسعة من الحنفيَّة في بلاد المشرق الإسلامي في ذلك الوقت، وبيانه لعقائد الفرق التي كان المؤلف معاصراً لها، وكيف كان يفهم آراء تلك الفرق والمذاهب، ويعرف عقائدها.
ثالثاً: قلة مؤلفات ومتون الأحناف العقديَّة في بلاد المشرق الإسلامي، خصوصاً في تلك الفترة الزمنيَّة وما قبلها.
رابعاً: يُمثل هذا النَّص وغيره من النصوص المتقدمة نسبياً، أهمية كبيرة في الدراسات المقارنة لعملية تطور العقائد داخل مذهب الحنفيَّة نفسه، وتطور التصورات عن آراء وعقائد الفرق والمذاهب المخالفة في تلك الفترة.
خامساً: أنَّ هذا النَّص هو الكتاب الوحيد، حسب معرفتنا اليوم، الذي كُشِفَ عن وجوده للإمام محمد بن الفضل البَلْخِيّ، والمؤلف إمامٌ ومُفسرٌ معروف، له كتابٌ في التفسير المفقود.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد