-
/ عربي / USD
مهما توالت الخيبات والإخفاقات، فإنّها لم تنل من النزوع الفطري الإنساني الساعي إلى بناء عالم أفضل أكثر أمناً وإستقراراً وسلاماً يتيح للمرء الإستمتاع بالحاضر والترحيب بالمستقبل الزاهر في أجواء من التفاؤل والإستنارة والعقلانية والموضوعية والإتزان والإنفتاح على الغير بعيداً عن التفاخر الإستعلائي والتوحّش والعبث والتدمير.
تعلّمنا من التجارب التاريخية الأليمة المذكورة أنّ الهروب إلى الأمام والمبالغة في تقدير الإمكانات وإعتماد آلية الخداع الذاتي لن تنفعنا في حرق المراحل اللازمة في عملية الإنتقال من جحيم الظلم والتخلّف والإستبداد إلى نعيم المواطَنة والحرّيات في دنيا الحقوق الإنسانية االمصانة في القوانين الدستورية.
لذلك اكتفينا بمجرّد الدّعوة إلى إعادة النظر في الأسس المعرفية والوجودية التي غُرست في عقولنا عبر العصور من أجل الإهتداء إلى مسار جديد علّه يكون ناجعاً أكثر في مواجهة المشكلات والصعوبات التي تكتنف عيشنا في مختلف ميادين الحياة الإنسانية، وموصلاً إلى غدٍ أفضل طال إنتظاره.
ألغينا من قاموسنا الإجتماعي والثقافي والسياسي مخططاتِ الهندسة الإجتماعية الشاملةِ كافةً، وأعرضنا عنها لصالح التركيز على التخطيط الجزئي المتدرّج بعدما ثبت لدينا استحالة السيطرة على وقائع الحياة والعلاقات بين البشر وعدم إمكانية الإلمام بما ينتج عن الفعل البشري مهما كان بسيطاً.
اكتفت دراستنا بتسليط الضوء على مقوّم إنساني افتقرت له ثقافتنا وممارساتنا السياسية، فضمر وجوده في الحياة الإجتماعية، وانعدم كلياً في الحياة السياسية وهو التعدديّة والتنوّع والإختلاف كشرط لا بدّ منه في التواصل مع "الغيْر" الآخرين
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد