-
/ عربي / USD
أطلق المسلمون على أسبانيا اسم الأندلس، وقد عربوا الإسم من لفظ الأندليش الذي تسرب إليهم من المغرب عن طريق البربر، ويعني بلاد الوندال أو الغندال نسبة إلى هذه القبيلة الجرمائية التي غزت أسبانيا في مطلع القرن الخامس الميلادي واستقرت في سهلها الجنوبي بيتكا، ولأن هذا السهل قد نسب للوندال صار يعرف بغاندلوسيا أو الأندلس، وكان أول من فتحه المسلمون من أقاليم شبه الجزيرة (وهي شبه جزيرة أيبيريا، والتي تتألف من دولتي أسبانيا والبرتغال الحاليتين) وتقع في مدن رئيسة شهيرة، لها أسماء مدوية في تاريخ الأندلس مثل قرطبة، أشبيلية غرناطة، مالقة والحرية وغيرها، لذلك أطلق المسلمون اسم الأندلس على سائر شبه الجزيرة التي أضحى معظمها تحت سيطرة المسلمين، وظل هذا الإسم يتراجع بتراجع الحكم الإسلامي تدريجياً، نتيجة ضغوط المقاومة الإسلامية حتى أصبح قاصراً على آخر إقليم إسلامي من مملكة غرناطة جنوب شرقي شبه الجزيرة الإيبيرية (أسبانيا).
وعندما انتهت سيطرة المسلمين على غرناطة، في أواخر القرن التاسع الهجري، الخامس عشر الميلادي، عاد اسم الأندلس مرة أخرى ليدل فقط على مناطق أو مديريات سهل ايبيريا الجنوبي الواقع في جنوب نهر الوادي.
ويشهد التاريخ أن أسبانيا، أو بلاد الأندلس كما سماها العرب، قد كان لها شأن عظيم، بل كانت الأعظم شأناً في أوروبا بعد الفتح الإسلامي، فكانت قبلة قبلة أنظار العلماء والفلاسفة والفنانين... وما زالت آثار تلك الحقبة المزدهرة باقية في العديد من المدن الأسبانية مثل قرطبة، اشبيلية وغرناطة.
من هنا، تأتي أهمية هذه الموسوعة "تاريخ فتح الأندلس" التي استهلها الباحث من قبل بصفحات حول الخلافة الأندلسية، والتي أثارت في النفس شجوناً لتاريخ الأندلس كله، مما دفعه إلى كتابة هذه الموسوعة التي جاءت ضمن أربعة أجزاء، دار الأول منها حول الأندلس قبل الفتح الإسلامي وبعده، وبينما تناول الجزء الثاني والثالث الحديث عن الإمارة ثم الخلافة الأموية، وثم تخصيص الجزء الرابع للحديث عن ملوك الطوائف والمرابطون والموحدون.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد