يصبو هذا الكتاب إلى تسجيل مرحلة جديدة من الانفتاح على العالم من حيث تاريخ النظم الاجتماعية التي اضطلعت بها عملية التدويل على مرَ السنين، فالربط المعمم للاقتصاد وللمجتمعات –العولمة- هو في الحقيقة النقطة النهائية في هذه الحركة التي تتجه نحو التكامل العالمي، ذلك التكامل...
يصبو هذا الكتاب إلى تسجيل مرحلة جديدة من الانفتاح على العالم من حيث تاريخ النظم الاجتماعية التي اضطلعت بها عملية التدويل على مرَ السنين، فالربط المعمم للاقتصاد وللمجتمعات –العولمة- هو في الحقيقة النقطة النهائية في هذه الحركة التي تتجه نحو التكامل العالمي، ذلك التكامل الذي بدأ في مطلع القرن التاسع عشر، وبالتوسيع التدريجي لدائرة حركة الناس، كما لدائرة حركة السلع المادية والرمزيو، ولهذا نجد "عولمة الاتصالات" التي يتحدث عنها ارمان ماتيلار قد عمدت من منطق الايديولوجيا الليبرالية، إلى خلق مفاهيم وسائطية متعددة الجنسية، تقوم بأنشطة ومصالح تقوم على أرضية مشتركة من أجل تصميم بنية ثقافية وإعلامية واستخباراتية، هي في حال تواصل مع عملية العولمة، بفواعلها كافة، وبدرجات ومستويات تتفاوت في درجة التأثير والتاثر.
وفي هذا الكتاب يتابع أرمان ماتيلا أجوبته التفصيلية ذات الطابع الأكاديمي العلمي والبحثي، على جميع الأسئلة التي تطرح يومياً في صفوف السياسيين والمثقفين، مثل: الشبكات العالمية والمصنع الثقافي وهيمنة الدعاية والجغرافيا السياسية، قطبا التكنولوجيا والتاميم عبر العالم والدافع الاقتصادي الجغرافي، والعولمة باعتبارها شبكات اقتصاد ما بعد الوطنية، والشمولية وسبل انتقادها، كل هذه التساؤلات والإشكالات التي تجمت عن عولمة الاتصالات نجد لها مناقشات، وتحليلات، ورؤى على أكثر من صعيد يقدمها مؤلف هذا الكتاب عبر دراسة متأنية وعميقة...