ما حدى "علي بو ملحم" على بحث الأسلوب جدة الموضوع فنحن لا نعثر في الأدب العربي على مؤلفات تناولته سوى كتاب واحد لأحمد الشايب عنوان: "الأسلوب"، وهو دراسة بلاغية، عيبها الابتسار في معالجة بعض النواحي، كناحية موضوع الأسلوب، وإغفال نواح أخرى إغفالاً تاماً، كناحية مفهوم الأسلوب...
ما حدى "علي بو ملحم" على بحث الأسلوب جدة الموضوع فنحن لا نعثر في الأدب العربي على مؤلفات تناولته سوى كتاب واحد لأحمد الشايب عنوان: "الأسلوب"، وهو دراسة بلاغية، عيبها الابتسار في معالجة بعض النواحي، كناحية موضوع الأسلوب، وإغفال نواح أخرى إغفالاً تاماً، كناحية مفهوم الأسلوب عند الغربيين. وجدة الموضوع تجعله صعباً شائكاً، نظراً لندرة المراجع المكتوبة فيه كموضوع مستقل.
وبما أن الغربيين سبقونا في العصر الحديث إلى تناول هذا الموضو‘، فقد طالع ما يسر له من أبحاثهم، كما طالع كتب النقد العربية القديمة والحديثة، ابتداء من ابن سلام إلى طه حسين مروراً بالجاحظ، وابن قتيبة وابن المعتز، وقدامة بن جعفر، والآمدي، والجرجاني، والعسكري، وابن رشيق، والسكاكي، وابن الأثير، وابن خلون، والسيوطي وغيرهم.
والمسألة الأولى التي طرحت عليه هي: ما هو الأسلوب؟ ونظر فوجد الغربيين ذهبوا في فهمه مذاهب عدة، ولكنهم كادوا يجمعون على أنه "طريقة التعبير الخاصة بأديب من الأدباء في فن من الفنون".
أما العرب فقد حددوه في معاجمهم بأنه "الطريق والفن" ووقفوا عند هذا الحد، ولم يتكلم عليه سوى ابن خلدون في مقطع من مقدمته بمعرض حديثه عن الشعر. وقد اضمن دراسة هذه فهماً عميقاً للأسلوب يقرب جداً من فهم الغربيين حديثاً له. ثم تحدث عن موضوع الأسلوب، فتكلم على طرائق التعبير بما فيها الكلمات والجمل والتراكيب.
وتناول في فصل ثالث صفات الأسلوب، فوجدها ترجع إلى ثلاث هي: الوضوح والقوة والجمال. وعالج في فصل رابع المؤثرات التي تعمل على تنوع الأساليب واختلافها، فإذا بتلك المؤثرات على كثرتها تعود إلى عاملين هما: شخصية الأديب وموضوع الكلام. وختم البحث بتوضيح أهمية الأسلوب في الفن والأدب العربي خاصة. وألحق به فصولاً استللتها من آثار أعلام الباحثين في الأسلوب أمثال الجاحظ وعبد القاهر الجرجاني وأبي هلال العسكري، والقزويني وريفاتير، اعتقاداً منه أنها تسلط الضوء على مفهومه وتبرز قسماته.