لقد حاول بلوم وفريق العمل معه أن يصنفوا الأهداف التربوية في ثلاث مجالات هي: المجال المعرفي، والمجال الوجداني، والمجال النفسي حركي أو الحس حركي. ووضعوا في اعتبارهم منذ البداية، أن يفردوا مؤلفاً لكل مجال من هذه المجالات الثلاث، فكان الكتاب الأول: يبحث في الأهداف التربوية في...
لقد حاول بلوم وفريق العمل معه أن يصنفوا الأهداف التربوية في ثلاث مجالات هي: المجال المعرفي، والمجال الوجداني، والمجال النفسي حركي أو الحس حركي. ووضعوا في اعتبارهم منذ البداية، أن يفردوا مؤلفاً لكل مجال من هذه المجالات الثلاث، فكان الكتاب الأول: يبحث في الأهداف التربوية في المجال المعرفي أو العقلي، وقد قمنا بتعريبه إلى اللغة العربية، لتتكامل الفائدة. وهذا الكتاب الذي بين يديك، هو الكتاب الثاني: ويتناول، والأهداف التربوية في المجال الوجداني أو الانفعالي –والملاحظ أن تصنيف الأهداف التربوية في المجال الانفعالي، أصعب من بناء تصنيف الأهداف التربوية في المجال العرفاني أو العقلي، ويعود ذلك إلى طبيعة بنية المجال الانفعالي نفسه. فالمرء قد يسهل عليه معالجة الظواهر في المجال المعرفي أكثر مما يسهل عليه معالجة الظواهر في المجال الوجداني، فالسلوك في إطار المجال العقلي يمكن قياسه وملاحظته بسهولة، في حين أننا لا نستطيع أن نلاحظ ونقيس أنماط السلوك في إطار المجال الانفعالي بنفس السهولة والسرعة في المجال المعرفي... وقد صمم هذا الكتاب الثاني "تصنيف الأهداف التربوية في المجال الانفعالي" وفقاً لصورة التصميم في الكتاب الأول: تصنيف الأهداف التربوية في المجال المعرفي.
والكتاب يتألف من جزئين، الجزء الأول، يتناول وصفاً لطبيعة المجال الانفعالي، وبنية التصنيف التي أعدت له أما الجزء الثاني، فيتناول تفصيل البنية التصنيفية في المجال الانفعالي، وتقييم هذه الأهداف الانفعالية في كل مستوياتها داخل بنية التصنيف.
ويشمل الجزء الأول، ستة فصول، الأول والثاني منها، يعطيان خلفية تاريخية للمشروع ويبرران وجوده أما الفصل الثالث، فيتعرض إلى وصف أساس التصنيف وطبيعة بنيته، أما الفصل الرابع، فيعالج العلاقة بين المجال الانفعالي والمجال المعرفي، أما الفصل الخامس، فيبين كيف يمكن استعمال بنية المجال الانفعالي لتصنيف كلا الهدفين، وبنود الاختيار، ويوضح للقارئ كيف يقوم بتقييم نفسه لمعرفة مدى قدرته على استخدام نظام التصنيف. أما الفصل السادس والأخير فيتلمس طبيعة العلاقة بين الأهداف التربوية في المجال الانفعالي والمفاهيم المعاصرة للمنهاج التربوي، وعملية التقييم والبحث التربوي، وأخيراً يقترح بعض القضايا لفتح ميادين جديدة للدراسة.
ويحتوي الجزء الثاني من الكتاب، وصفاً كاملاً لفئات الأهداف الرئيسية في المجال الانفعالية، وكذلك وصفاً للفئات الفرعية كما يقدم أهدافاً توضيحية، وتمارين اختبار لكل فئة من فئات التصنيف.
وفي نهاية الكتاب ملحقان هما أ، ب. الملحق (أ) يعرض صورة ملخصة للأهداف التربوية في المجال الانفعالي، والملحق (ب) يعرض صورة ملخصة للأهداف التربوية في المجال المعرفي. هذا ويقدم المؤلفون نصيحة للقارئ وهي أنه إذا رغب في الحصول على فكرة عامة وسريعة عن المجال الوجداني (الانفعالي) فعليه أن يطلع على المعلومات الواردة في الفصل الأول، والفصل الثالث والفصل الخامس، وعلاوة على ما ورد في الملحق (أ).
ويلاحظ أن الكتاب قد طور لمعالجة القيم الإيجابية أصلاً أكثر من معالجة القيم السلبية، لأن الأصل في التعليم أن يركز على القيم الإيجابية، وليس على القيم السلبية، إلا أن إجراءات التقييم ينبغي أن تتنبه منذ البداية لمواجهة قياس المظاهر السلبية والإيجابية معاً، لأن النظام التربوي وفي طليعته المناهج قد لا تخلو من ظواهر سلبية.