-
/ عربي / USD
إذا كانت الفترات التاريخية تسمى بأبرز ما فيها فإن عصرنا الحالي جدير بتمسيته بعصر الإعلام، فالإعلام اليوم نال من الانتشار والسيطرة على أوقات الناس وعقولهم وأموالهم حظاً كبيراً، ولعل هذا يبرر الاستثمارات العالمية الهائلة في مجالات الاتصال المختلفة، وهذه الاستثمارات الضخمة تفسر بدورها التأثير الكبير الذي يحدثه الإعلام في عقول الناس ومداركهم، ولا غرابة أن يحقق الإعلام ما حقق وهو ينال من الاهتمام هذا القدر الكبير.
ومع هذه الأهمية المتنامية للإعلام في بلاد العالم المتقدمة إلا أن غالب البلاد النامية، ومنها البلاد الإسلامية لم ينل فيها الإعلام الأهمية المتناسبة مع حجمه وقوة تأثيره، وذلك نتيجة لعدم إدراك خطورة الإعلام.
ونتيجة لذلك أصبحت الأمة الإسلامية ضحية سهلة للغزو الفكري عبر برامج الإعلام القوية الموجهة من خارج الحدود، وإذا كان اختراق الجيوش للحدود يعتبر عدواناً يجد من يقاومه فإن اختراق الوسائل الإعلامية لهذه الحدود ذاتها أو للضمائر نفسها، لا يعتبر –حتى الآن- عدواناً ولا يجد من يتصدى له، لأن التصدي له يحتاج إلى مهارة هائلة وتقدم تقني ليس متاحاً للدول التي يغزوها الاستعمار الثقافي.
ومن هذه الأهمية لوسائل الإعلام تأتي هذا البحث الذي يتصدى لواحدة من أهم تلك الوسائل ليدرس طبيعتها، وقدرتها، أو إمكانياتها، وواقع استعمالها، وما يمكن أن تسخر فيه من مجالات الدعوة الإسلامية والإعلام، أو على الأقل بيان مداخل الخطر الذي دخل علينا في عقر دارنا، لعل شباب الأمة يتصدى لهذا الغزو الجديد بنفس السلاح بعد إتقانه.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد