الليلة الثانية عشر أو سمها كما تشاء هي مسرحية مثيرة، إذ إنها تتناول قصة حزن الافتراق بين الأخ والأخت، كما أنها تتميز بالرومانسية عندما يقع كل منهما في الحب، هي كوميديا هزلية مفعمة بالتهكم والسخرية اللطيفة في الغالب، مع نهاية سعيدة للأخ والأخت، حيث يجتمعان ثانية معاً كما...
الليلة الثانية عشر أو سمها كما تشاء هي مسرحية مثيرة، إذ إنها تتناول قصة حزن الافتراق بين الأخ والأخت، كما أنها تتميز بالرومانسية عندما يقع كل منهما في الحب، هي كوميديا هزلية مفعمة بالتهكم والسخرية اللطيفة في الغالب، مع نهاية سعيدة للأخ والأخت، حيث يجتمعان ثانية معاً كما يجتمع كلاهما بمحبوبه. في الوسط هناك التعقيد المثير: هويات غير صحيحة، تخطط لخدع أشخاص حمقى، وشخصان مغروران يحصلات على ما يستحقان. هكذا، بالرغم من أن بعض الأعراف التي كانت موجودة في وقت شكسبير تعطي المسرحية وجهين مختلفين عن الكوميديا المماثلة من وقتنا الحاضر، إلا أن شكسبير صورها بطريقة جعلها تبدو وكأنها فيلماً تلفزيونياً.
إن معالجة المواضيع بهذه الطريقة بدلاً من أن تبدو كأيقونة ستدفع ولاء إلى -الليلة الثانية عشرة فيها الكثير من مناشدة العاطفيين- السخفاء، والنقديين، وبالطبع هناك شخص ما لفوليو، النوع المغرور الذي أظهره شكسبير بطريقة تلفت نظر القارئ بالنسبة إلى ما يحدث له في نهاية القصة، لأن القارئ يتوق إلى رؤية ما سيحصل لمثل شخصية مالفوليو.
ما يميز هذه المسرحية، هو أن القارئ قد يتفاعل مع الأحداث التي تحصل والتي يقرأها إذ أنه يشعر وكأنه داخل المسرحية وقد ينفعل إلى حد قد يشاء أن يحذر بعض الشخصيات من المكائد التي تحضر له.
هذا القارئ يضحك أحياناً، يستهزئ، يتنهد في المشاهد الرومانسية ربما، قد يظهر عدم تصديقه لأي شيء بعيد عن تصوره، أو فكرة بعيدة عن الحقيقة، فهو حر في رؤيته الخاصة وهذا ما أوحى إليه شكسبير من خلال العنوان الثانوي للمسرحية.
يبدو أن عنوان المسرحية يشير إلى الأيام الإثنتي عشرة الأخيرة لعيد الميلاد، كما في الأغنية التي نسمع في أغلب الأحيان أثناء تلك الفترة. كان اليوم الأخير (أو الليلة الثانية عشرة) في وقت شكسبير يعتبر يوماً من الاحتفال والمرح.
العنوان الثانوي لهذه المسرحية (أو سمها كما تشاء)، يبدو أكثر شبهاً بالعبارة الشعبية، فكلمة "كما تستعمل للقول تقريباً: "أنا لا أهتم"، أما تفسير شكسبير لاستخدامه هذه العبارة لربما كان سيقول إنه عنى بذلك "الليلة الثانية عشرة أو سمها كما تشاء. "تاركاً الخيار للقارئ. إذا هو في الحقيقة يعطينا تلك الحرية، ثم نحن يمكن أن نقرأ هذه المسرحية ونحن مستلقيون نضحك، نسخر من الأشخاص، ونصنع منهم ما نحن نشاء كما قال شكسبير "كما تشاء".