إذا رجعنا إلى القانون الدولي العام في تحديد لفظ الدولة لوجدنا أنه يعني إقليمياً بعينه يسكنه جماعات متجانسة يتكلمون لغة واحدة، تحكمها علاقات واحدة، أيا ًكان شكلها السياسي من ملكية أو جمهورية أو أوتقراطية أو غير ذلك. وبعبارة أخرى إن الدولة هي عبارة عن مجموعة من أرض وشعب...
إذا رجعنا إلى القانون الدولي العام في تحديد لفظ الدولة لوجدنا أنه يعني إقليمياً بعينه يسكنه جماعات متجانسة يتكلمون لغة واحدة، تحكمها علاقات واحدة، أيا ًكان شكلها السياسي من ملكية أو جمهورية أو أوتقراطية أو غير ذلك. وبعبارة أخرى إن الدولة هي عبارة عن مجموعة من أرض وشعب وحكومة. وهكذا نستطيع القول بأن لفظ "الدولة السعودية" يمكن إطلاقه على الدولة السعودية في مرحلتها الأولى والثانية وبداية الثالثة حتى عام 1351هـ-1932م وبعد هذا التاريخ انتقلت الدولة السعودية إلى شكل جديد من أشكال الحكم السياسي. حيث وحدت جميع قطاعات الدولة التي أقامها الملك عبد العزيز وأطلق عليها جميعاً اسم "المملكة العربية السعودية".
وما يعنيه هذا البحث بالدولة السعودية إنما هو دول آل سعود في مراحلها الثلاث إلى ما قبل تحويل اسم الدولة إلى "المملكة العربية السعودية"، أي حتى الربع الأول من القرن العشرين عند ضم الإمام عبد العزيز للحجاز في عام 1344هـ-1926م.
وهكذا فقد تناول البحث في هذه الدراسة الدول السعودية الثلاث إلى ما قبل قيام المملكة العربية السعودية، وقدم لها بمقدمة عرض فيها لأحوال شبه الجزيرة العربية قبل ظهور الدولة السعودية الأولى.
ثم قسم البحث إلى ثلاثة فصول، خصص الفصل الأول لنشأة الدولة السعودية الأولى فتناول ترجمة حياة محمد بن سعود مؤسس إمارتها ودولتها الأولى وكذا الدعوة السلفية وذلك في إيجاز. ثم تكلم عن كيفية توحيد نجد، وضم الإحساء وكذا إقليم الخليج. وتناول ضم الحجاز والوصول إلى أطراف الشام والعراق شمالاً. واختتم دراسة الدولة السعودية الأولى بذكر الأسباب التي أدت إلى سقوطها.
وتناول الفصل الثاني نشأة الدولة السعودية الثانية على يد تركي ابن عبد الله بن محمد بن سعود وابنه فيصل بن تركي ثم تناول بالبحث والدراسة أسباب قيام الحرب الأهلية وسقوط الدولة الثانية في النهاية.
واحتوى الفصل الثالث نشأة الدولة السعودية الثالثة وكيف استطاع عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود بناء الدولة الجديدة. كما بين موقف بريطانيا والدولة العثمانية من الإمام عبد العزيز. ثم تناول دراسة النزاع السعودي الهاشمي ومراحله والموقف البريطاني تجاه هذا النزاع.
وأفرد الفصل الرابع لبيعة الإمام عبد العزيز ملكاً على الحجاز وموقف العالم الإسلامي منه. وتلا ذلك شرح مفصل للمؤتمر الإسلامي الذي عقد بمكة عام 1344-1926 والنتائج التي توصل إليها. واختتم هذا الفصل بأعمال الملك عبد العزيز الاجتماعية والاقتصادية.
وإتماماً للفائدة فقد زود الكتاب بعدد من الخرائط ورسم توضيحي وبفهرس مفصل للمراجع وآخر للأعلام والأماكن.