قضايا السياسة والاقتصاد في عراق اليوم، وما ترافقه من أحداث مرعبة تعرقل إنسيابية العمل، وتثبط التحرك اليومي فيما تقتضي مصالح العملية للبلد إدارة بناءة، وحرية في مزاولة الحركة.ومن الصعب جداً أن نحكم على مجريات الأمور من خلال السير وفقاً لما تقتضيه حكمة قائد السفينة الذي يرى...
قضايا السياسة والاقتصاد في عراق اليوم، وما ترافقه من أحداث مرعبة تعرقل إنسيابية العمل، وتثبط التحرك اليومي فيما تقتضي مصالح العملية للبلد إدارة بناءة، وحرية في مزاولة الحركة. ومن الصعب جداً أن نحكم على مجريات الأمور من خلال السير وفقاً لما تقتضيه حكمة قائد السفينة الذي يرى نفسه في خضم بحر هائج، وجو مكفهر، ورياح مضطربة لا تساعد على استقرار السفينة، وسلامة ركابها.
عراق اليوم تماماً لا يختلف عن هذا الوصف المخيف والمرعب، وأي مسؤول محنك يحار في أي جهة يعالج مشاكل المسيرة، ولك جهاتها تقتضي حلولاً سريعة وجبارة، وحكمة عالية في اختياره لقيادتها، وهذا كله قد يمكن لشخص يقظ أن يمارسه إذا كان "الطاقم" الذي يعمل معه جاداً في عملية "إنقاذ"، وغير متربص للربان بإيقاعه في "المطبات" القاتلة للاستفادة من هفواته من أجل إسناد وظيفة "القبطانية" إليه، وهي أم المشاكل التي تواجه وظيفة الربان في هذا اليوم الذي تتلاعب فيه الأهواء والأمال الشخصية، والحركية والطائفية.
الكتاب الذي بين أيدينا عنوانه ينبئ عن مضمونه، وهو يضم بين فحاته أفكاراً أساسية عن مجمل القضايا التي تواكب مسيرة القيادة التنفيذية للعملية السياسية، والإدارية والاقتصادية، ونابعة من ذهنية وطنية، وعقلية لا أصفها بعاطفة "الأبوة" بأنها بعيدة عن مطامع الوصولية، ولا بالمغامرات "الأنا" الذي نراه يتعملق" في نفوس الكثير من قادة المسيرة، إنما يعيش بالواقع الذي تلمسته فيه من يوم انخراطه بالقضايا السياسية والفكريةو الاقتصادية، عرفته بعيداً عن الغرور، ومحباً للمعرفة، ومثابراً على تجسيد ما يتطلع إليه بهدوء ومحبب شفاف إلى بناء هذا البلد الذي اتعبه الساسة "المحترفون" والقادة الطامعون بالكراسي المتحركة.
قضايا الكتاب متنوعة أملتها ظروف اقتضتها طبيعة الحديث، وهي بمجموعها لا تخلو من (أوراق عمل، وحوارات، وآراء) ولا أدعي أنها جميعها تضع الحلول المطلوبة بإصلاح الحال، ولكنها تحدد المشكلة الأساس، قد ترسم بعضها غضاءة الطريق، وفي تصوري ذلك مهم للغاية خاصة وأنها بتجرد من أي دافع يشوب وراء الكلمة.