يضم هذا الكتاب مجموعة مقالات بقلم المؤلف نشر أغلبها في مجلة "اقرأ" وصحيفة "البلاد" السعودتيتين على مدى خمس سنوات من عام 1396 إلى 1400هـ (1976-1980م) ولكنه قام هنا بإعادة كتابتها وتحريرها وتنظيمها حتى تظهر في الشكل المناسب المطلوب.والذي يلقي نظرة على قائمة محتويات الكتاب يلاحظ على...
يضم هذا الكتاب مجموعة مقالات بقلم المؤلف نشر أغلبها في مجلة "اقرأ" وصحيفة "البلاد" السعودتيتين على مدى خمس سنوات من عام 1396 إلى 1400هـ (1976-1980م) ولكنه قام هنا بإعادة كتابتها وتحريرها وتنظيمها حتى تظهر في الشكل المناسب المطلوب. والذي يلقي نظرة على قائمة محتويات الكتاب يلاحظ على الفور اهتمام المؤلف بالموضوعات التي لا يتطرق إليها المؤلفون عادة، ومنها "الببليومانيا" و"العلاج بالقراءة" و"مكتبة السوبر ماركت" و"الخدمة المكتبة تدخل المستشفى" و"المكتبة وراء الأسوار" على سبيل المثال وليس الحصر. وقد يلفت نظر القارئ أيضاً تركيز المؤلف على جانب من أهم جوانب حقل المكتبات وأكثرها حيوية وهو "الخدمة المكتبية" الذي قلما تناولته الأقلام العربية. فالخدمة المكتبية تعتمد على كفاية وتدريب القوى البشرية العاملة في حقل المكتبات والمعلومات ولا تقل شأناً عن قوة المجموعات المكتبية واكتمالها، ومن أجل الخدمة المكتبية أنشئت مدارس ومعاهد المكتبات منذ نيف وقرن من الزمان، ومن أجل تحسينها قامت برامج التدريب هنا وهناك على مختلف المستويات، ومعظم رواد المكتبات يتأثر بالخدمة أكثر من تأثره بالمجموعات، فما قيمة المجموعات الضخمة الجيدة إن لم تصحبها خدمة فعالة تنير السبيل أمام القراء وتوفر عليهم مشقة البحث والاجتهاد؟! إن مكتبة بلا خدمة مثل مستشفى بلا أطباء وممرضين أو مثل مدرسة من دون أساتذة ومدرسين.
وعلى الرغم من محاولات المؤلف ودأبه على اكساب كتابته لوناً عالمياً فإن مقالاته لا تخلو من إشارات عديدة إلى أوضاع المكتبات وخدماتها في الولايات المتحدة الأمريكية. ولا يجد المؤلف غرابة في ذلك، فقد كان للولايات المتحدة على الدوان قصب السبق في تطوير المكتبات والنهوض بها، وأغلب أدب المكتبات مكتوبة بأقلام أميركية، وأول مدرسة نظامية لتلقي علوم المكتبات كانت مدرسة أميركية، وأول جمعية مهنية ترعي شؤون المكتبيين وتدافع عن حقوقهم ومكاسبهم هي بالقطع جمعية أميركية، حتى ليهيأ للمرء أحياناً أنه لولا اهتمام ذلك البلد بالمكتبات وعلومها لتخلفت المكتبات وخدماتها بما لا يقل عن نصف قرن عما هي عليه الآن في العالم بأسره.
وسوف يجد القارئ في النهاية بعض المأثورات والأقوال عن الكتب والقر اءة وقد قام باختيارها وجمعها من المصادر الأجنبية المعتمدة ورتبها ترتيباً زمنياً لعل في هذا الترتيب ما يعكس تطور نظرة العمالقة إليها.