منذ أواسط القرن الماضي وأساتذة اللغة العربية، والقيمون عليها، يلحظون تراجعاً خطيراً في اهتمام الطلاب –على اختلاف مستوياتهم التعليمية- بمادة اللغة العربية وعلومها، من نحو وصرف، وبلاغة وغيرها.والمشكلة الأشد خطورة أن ذلك التراجع راح يتسم في كثير من الأحيان بطابع الجفاء...

منذ أواسط القرن الماضي وأساتذة اللغة العربية، والقيمون عليها، يلحظون تراجعاً خطيراً في اهتمام الطلاب –على اختلاف مستوياتهم التعليمية- بمادة اللغة العربية وعلومها، من نحو وصرف، وبلاغة وغيرها.
والمشكلة الأشد خطورة أن ذلك التراجع راح يتسم في كثير من الأحيان بطابع الجفاء والكراهية والعداء، وتفضيل المواد التعليمية الأخرى، وتقديم الاهتمام بها على مادة اللغة العربية، وإن كانت تلك المواد، دخيلة، أو مستحدثة، أو أكثر صعوبة وتعقيداً.

وليس هذا من باب التجني أو المبالغة، فنحن نسمع الكثير من المدرسين يشتكون من تململ الطلاب في حصة اللغة العربية، ويأسهم من فهمها وإتقان مهاراتها. وأبعد من هذا، فقد بلغنا أن العديد من التلاميذ راحوا يهملون هذه المادة، ويشككون في جدواها وفائدتها، ويعتبرون حمل كتبها المقررة إلى المدرسة ضرباً من الخبل أو العبث.

وإذا ما سئلوا عن أسباب هذا كله، فإنهم يلقون –جزافاً- سيلاً من التهم على المعلمين والمناهج، والكتب المقررة، أو على اللغة نفسها، التي لا يتورعون عن نعتها بالصعوبة والتعقيد والشيخوخة، والعجز عن مواكبة التقدم والتطور.

ولا غرابة في مثل ما نسمعه أو نراه، ونحن ندرك أن بعض ما يتعلل به الطلاب صحيح، وخصوصاً تلك الأسباب المتعلقة بالمناهج والكتب، والأساليب التعليمية المتبعة، فالمناهج كانت كثيفة ومعقدة، والكتب كانت محشوة بمواد لا طائل منها، وأسلوب التلقي الذي كان مهيمناً وإلى حد كبير على طرائق التعليم المدرسي قد أسهم بالقسط الأكبر في إضعاف الطلاب في مادة اللغة العربية، وجعلهم عاجزين عن فهمها واستيعاب تقنياتها ومهاراتها، وحولهم إلى آلات حفظ واستظهار وإتباع، بدل أن يكونوا ينابيع فكر وابتكار وإبداع.

وقد لحظت لجنة من الأساتذة المتخصصين بمادة اللغة العربية وتدريسها هذه الثغرة، وأدركت حاجة الطلاب على اختلاف مراحل دراستهم إلى معاجم تمكنهم –ضمن توجهات المناهج الجديدة في لبنان والبلاد العربية- من فهم النصوص العربية المقررة، ودراستها، وتحليلها، وتزودهم بثورة لغوية مبسطة، تيسر لهم سبل الكتابة والإبداع، وتشجع المدرسين على تنمية روح البحث والشرح والاكتشاف لدى طلابهم، فعملت بالتعاون والتنسيق مع دار ومكتبة الهلال، والباحث الدكتور صلاح الدين الهواري على إصدار مجموعة من المعاجم اللغوية، تناسب الطلاب على اختلاف أعمارهم، ومستوياتهم التعليمية، بدءاً بالمرحلة الابتدائية، وانتهاءً بالمرحلة الثانوية فالجامعية، وفقاً للتسميات التالية: -المعجم الوسيط المدرسي. المعجم الوجيز المدرسي. منجد الطلاب الجديد.

وهذا المعجم الذي جاء ضمن دفتي هذا الكتاب، ليلبي حاجات المرحلة الابتدائية، ويرفد طلابها المبتدئين بتعلم اللغة العربية بكل نافع وشيق ومفيد.

ويقوم عمل المعجم في هذا المعجم وفقاً للخطة التالية: التزام الفصحى في عرض المفردات وشرح معانيها. اختيار المفردات الضرورية والمناسبة لطلاب المرحلة الابتدائية، من دون إسهاب وتطويل. إدخال ما هو ضروري من الألفاظ المعربة، أو المحدثة، التي أقرتها مجامع اللغة العربية، واستخدمها الأدباء والكتاب والشعراء، إيثار الدقة والوضوح، والبعد عن الغموض والتعقيد، وتداخل الشروح. تجنب الغريب والمهجور من الألفاظ القديمة. الاستعانة بالصور والرسوم لتأكيد معنى، أو توضيحه. اعتماد النظام الألفبائي في ترتيب المفردات وفقاً لأوائلها.