يعرض هذا المؤلف مجموعة موضوعات تتعلق بالجماعة، وأهم هذه الموضوعات هي أصل الحقيقة الاجتماعية أو ما يطلق عليه نشأة الجماعة، وسنرى في المبحث الأول كيف وضع الإسلام تفسيراً تصغيرياً لنشأة الجماعة الاجتماعية تلك المشكلة التي يعاني منها حتى الآن علم الاجتماع الفرنسي منذ...
يعرض هذا المؤلف مجموعة موضوعات تتعلق بالجماعة، وأهم هذه الموضوعات هي أصل الحقيقة الاجتماعية أو ما يطلق عليه نشأة الجماعة، وسنرى في المبحث الأول كيف وضع الإسلام تفسيراً تصغيرياً لنشأة الجماعة الاجتماعية تلك المشكلة التي يعاني منها حتى الآن علم الاجتماع الفرنسي منذ دوركايم. وفي المبحث الثاني تعرض لوظيفة الجماعة من وجهة نظر الإسلام موضحين مستويات التحليل الوظيفي في الإسلام عارضين لأهمية التفاعل الاجتماعي وحدوده ونطاقه مقارنين بين الوظيفية في الإسلام ووظيفية القرن الثامن عشر والتاسع عشر والوظيفية المعاصرة.
ثم تعرض للبناء الاجتماعي للمجتمع المسلم: والبناء الاجتماعي في الإسلام بناء مختلف تماماً عن غيره من الأبنية الاجتماعية الأخرى للعالم الغربي عموماً، حيث أن المحدد الأول للعلاقات التبادلية البنائية في داخل المجتمع الإسلامي هو الشريعة وما يتبعها من نسق القيم الإسلامية وما يصدر من هذا النسق من أنظمة تعليمية واقتصادية واجتماعية وعائلية وغيرها، وتندمج الشريعة مع كل العلاقات التبادلية الناتجة عنها، لكي تعطي في النهاية كلا لا نستطيع أن نفصل أحد أجزائه عن الآخر، وإن كنا نستطيع أن نحلله إلى مجموعة من الأنماط السلوكية سياسية وتعليمية واقتصادية واجتماعية وأخلاقية وعائلية وفنية وتغطي مجموعة هذه الأنماط كل مجالات السلوك والنشاط الإنساني، وترسم الطريق لكل المؤسسات والمنظمات الاجتماعية في كل أشكالها وأنواعها لدرجة أننا لا نستطيع أن نفصل جانب عن جوانب أخرى وبحيث يكمن في إصلاح كل نمط إصلاح بقية الأنماط الأخرى بشكل مباشر أو غير مباشر، فعندما تلتزم أنماط العلاقات السياسية بالشريعة يؤدي هذا الالتزام بالضرورة إلى إصلاح في أنماط العلاقات التبادلية الاقتصادية والاجتماعية والعائلية، كما أن التزام أنماط التبادلات الاجتماعية بالشريعة (أي نظام المعاملات والسلوكيات) يؤدي بالطبع إلى إصلاح في كل الأنماط والعلاقات الأخرى.