آخر ما كان بالتصور هو أن تندلع أزمة كبرى لها البعد الحضاري من خلال رسوم كاريكاتورية تنشر في بلد أوروبي صغير لم تعرف عنه الصفات العدائية.الاستهجان ينطلق من كون فن الكاريكاتور بحسب الشائع هو مجرد وسيلة ساخرة تستند إلى المبالغات في الشكل والمضمون، وفي الغالب هي رسوم محببة...
آخر ما كان بالتصور هو أن تندلع أزمة كبرى لها البعد الحضاري من خلال رسوم كاريكاتورية تنشر في بلد أوروبي صغير لم تعرف عنه الصفات العدائية. الاستهجان ينطلق من كون فن الكاريكاتور بحسب الشائع هو مجرد وسيلة ساخرة تستند إلى المبالغات في الشكل والمضمون، وفي الغالب هي رسوم محببة لطيفة تدفعنا إلى الابتسام.
لكن بين سطور ما هو شائع ثمة الكثير الكثير من الوقائع التاريخية التي انطلقت في حركتها من خلال رسم كاريكاتوري ووصلت إلى نهايات كبرى، تحمل في طياتها الواقع المؤثر والدوي الواسع. وهناك ثورات انطلقت عبر ترويج أفكارها بواسطة الرسوم الكايكانورية إن كان بشكل رئيسي كما هو الحال مع الثورة اللوثرية التي انطلق بها المصلح مارتن لوثر ضد الكنيسة وتحديداً الكرسي البابوي، أو بشكل رديف كما حصل ويحصل في دول عدة، إذ أن الكاريكانور بطابعه يساري، متمرد، صدامي، وهو في الوقت ذاته يطرح أفكاره تلك من خلال قفاز ناعم يتمثل بالخطوط الضاحكة، اللينة.