الوخز بالإبر أو التأبير طب قديم العهد وذو تقاليد تاريخية عريقة في الصين، كانت بدايته في العصر الحجري الجديد (العصر النيوليتي، أي حوالي 8000-5000 سنة قبل الميلاد).
..إنه الفن العلاجي الأشد غرابة وفرادة بين فروع الطب البديل.. فهو يقوم على مبدأ يقول بوجود توازن بين قوة مركزية جاذبة وقوة محيطية نابذة، توازن يتحكم بطاقة الحياة "تسي" التي تشكل جزءاً لا يتجزأ من الطاقة الكلية المتحركة بصورة لولبية والعابرة لمسارات الميريديانات في نقاط حيوية فعالة، إذ تتقدم الطاقة بسرعة (بحركية) مستقرة، لكنها متغيرة من نقطة حيوية إلى أخرى، وذلك باتجاه الأعضاء المنتمية للميريديان الناقل لها، مبتعدة عن مصدر انطلاقتها.

وتتميز الطاقة بحركتها الدورانية (الدائرية) في الجسم، فمسارات الطاقة متوازنة، وأحياناً تتقاطع فيما بينها. ويضمن الدوران الصحيح للطاقة الحالة الصحية الجيدة للإنسان، الذي يبقى بأمان وخال من المرض. ففي العضو السليم توازن بين البناء والإتلاف (الهدم).

إن الوخز الإبري يؤثر على مستوى الطاقة في مكمن المرض أو العارض المرضي، تقوية (تنشيطاً) أو تهدئة. إذ يتم إدخال إبر دقيقة في نقاط محددة تقع على سطح الجسم وتربط مختلف أعضائه وأجهزته (أنظمته) ببعضها.

وإذا ما أدخلت الإبر الرفيعة بدقة متناهية إلى هذه النقاط، فإنها تزيل الحواجز المعيقة لسيل الطاقة في الجسد، وتؤدي إلى تدفقها السهل، مما يؤمن استعادة التوازن إلى النفس والروح والجسد والدخول إلى فردوس الصحة الطبيعية الشافي لكل العلل والآلام...

اقرأ أيها القارئ لغة جسدك، وتعرف على ذاتك من خلال هذا الكتاب الذي يحدثك بإسهاب عن العلاج بوخز الإبر، هذا العالم الزاخر باكتشافات مذهلة عمرها آلاف السنين...

هذا الكتاب.. دليلك إلى فهم طب الوخز بالإبر، فهو يشرح لك المفاهيم الأساسية في الطب الصيني -"اللين"، "اليانغ"، "تاو"، "تسي"، والمرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالعلاج التأبيري، أمكنة الميريديانات ومواقع النقاط الوخزية وتقنية التأثير على هذه النقاط، وآية أمراض يعالج الوخز بالإبر ومدى (درجة) نجاحه...

لقد أعد هذا الكتاب بطريقة واقعية وعملية، بحيث يكون قريباً إلى عقل وفكر وقلب القارئ، ليقدم له المعلومات العامة والشاملة عن هذه الطريقة العلاجية البديلة وليساعده على اتخاذ القرار المناسب بالنسبة لتطبيقه في حال إصابته مرض ما أو معاناته من عارض معين.