-
/ عربي / USD
..الآيورفيدا أقدم منظومة للعناية بالصحة والوقاية من الأمراض وعلاجها، والتي ترجع جذورها إلى حوالي العام 2500 قبل الميلاد. وفي زمن أبو قراط وغيره من الأطباء المعروفين لدينا من تاريخ اليونان القديمة (بلاد الإغريق) كانت الأيورفيدا قد بلغت عدة قرون من عمرها. فأطباء الإغريق قد تأثروا في الواقع بأفكار الطب الهندي المنتقلة إلى أوروبا عبر الطرق التجارية من جهة بلاد الشرق.
إن أهم فكرة من أفكار الأيورفيدا تتمثل بالمبدأ الذي يقول إنه يجب أولاً، معرفة المريض، لكي نستطيع أن نفهم مرضه ونسيطر عليه. وهذا الاعتقاد الذي يؤمن به المعالجون بطرق طبية ذات تقاليد قديمة جداً، يتغاضى عنه أحياناً الطب الحديث، إذ يتزايد عدد المرضى ويسود الاعتماد على الأدوية الموصوفة بغزارة، مما يحتل موضع الاحتياجات الفردية للإنسان.
ولكي نتعرف، فعلاً على حالة كائن بشري ما، علينا أن نأخذ بعين الاعتبار، ليس فقط، طوله، وزنه، ضغطه الشرياني، وكافة الثوابت الفيزيولوجية الأخرى، التي يرتكز عليها الطب المعاصر، بل ومميزاته الذهنية (الفكرية) والانفعالية والروحية.
تعلم الآيورفيدا أن الفصل الحاد بين العقل والجسم ليس أسلوباً متبصرا ورزيناً، إذ تعتبر أن العقل والجسد هما عنصرين مكونين لمجموعة (لحاصل) واحد يتألف منه كل إنسان. كما أن التفريق بين الحالة الروحية والمرض الفيزيائي (الجسدي) لا جدوى منه، عملياً.
وبحسب الآيورفيدا، فإن الكون ينشأ ويتشكل وينظم من الوعي (الإدراك) الذي يجد تعبيره المادي (الحسي) في العناصر العظمى الخمسة: الفضاء (الأثير المساوي)، الهواء، النار، الماء، والأرض (التراث). ففي منظومة (نظام) العقل (الوعي) الجسم لكل كائن بشري، تنعكس هذه العناصر الخمسة، في المبادئ المتحكمة الأساسية الثلاثة، التي تسميها الآيورفيدا "دوشات".
عن طريق هذه الدوشات، تتواجد (تحضر) طاقة معلومات الكون في أجسامنا وحياتنا، إذ تؤثر كل واحدة من الدوشات الثلاث على فيويولوجيا الإنسان بصورة خصوصية.
تقدم لنا الآيورفيدا، اللحظة النفسية الملائمة والفكرية القادرة على دفعنا إلى العمل والنشاط.
إن هدف الأيورفيدا يكمن في الحفاظ على هبة الخالق لمخلوقه.. على الصحة، بما تعني من شمولية الحياة.. إنها علم صحة شامل ومتكامل ومنهاج معرفي طبيعي، يشكل رافداً معطاءً وخيراً من روافد الطب البديل. فعند اختلال العلاقة بين النفس والجسد والروح، تبدأ المشكلات الصحية بمداهمة الإنسان. لذا، فإن الأيورفيدا، تعيد أيها القارئ، إلى عقلك وجسمك وروحك التوازن والانسجام، وتصون نضارة شبابك، وتطيل عمرك، لكي تحيا حياة حرة وسعيدة، ملؤها الحب والحنان تجاه الذات والطبيعة...
وفي هذا الكتاب يتطرق الدكتور حسان جعفر إلى الآيورفيدا، بتعاليمها الرئيسية، بعيداً عن أسلوب التوجيهات الإنشائي، ومتبعاً الأسلوب التوضيحي الأيورفيدي لسنن الكون الشمولية، فيكتشف القارئ عبر الكتاب الآيورفيدا، التي تخاطب نفسه وروحه وعقله وجسده.
...هذا الكتاب القيم والشيق، يدعونا إلى اتخاذ المبادرة الحرة والفرح بحب الطبيعة والالتزام بقواعدها الخلاقة، للحفاظ على صحتنا الجسدية والنفسية والروحية، وفي سبيل التآلف المتوازن للإنسان مع عالمه المحيط به... فلنصغي إلى نداء عقلنا وروحنا وجسمنا.. من أجل الصحة المتجددة، والعافية المثالية والمشرقة.. ولاكتساب حياتنا رونقها وشبابها الدائم!..
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد