سيلفينة ولاندري أخوان توأمان ترعرعا سوية في مزرعة أبيهما. عند والد، كانا يشبهان بعضهما لدرجة أن أحداً لم يكن يستطيع التمييز بينهما. عندما رأتهما إحدى النساء الخبيرات نصحت والديهما بأن يفصلاهما عن بعضهما منذ بداية وعيهما.عندما بلغ التوأمان سن الخامسة عشر، كانا لا يزالان...
سيلفينة ولاندري أخوان توأمان ترعرعا سوية في مزرعة أبيهما. عند والد، كانا يشبهان بعضهما لدرجة أن أحداً لم يكن يستطيع التمييز بينهما. عندما رأتهما إحدى النساء الخبيرات نصحت والديهما بأن يفصلاهما عن بعضهما منذ بداية وعيهما.
عندما بلغ التوأمان سن الخامسة عشر، كانا لا يزالان متعلقان أحدهما بالآخر تعلقاً شديداً ولم يكونا يستطيعان حتى التفكير بأن يفصلا عن بعضهما. إلا أن والدهما كان يحتاج إلى المال، فتذكر عندها قول المرأة الخبيرة وقرر وضع حدّ لهذه الحال. فأرسل لاندري الذي كان أشد قوة وأصلب عوداً من أخيه إلى مزرعة قريبة ليعمل فيها ويهتم بالخيول والمواشي، في حين أبقى سيلفينة في البيت ليساعده في أعمال الفرحة والزراعة. لكن سيلفينة كان من الرقة بحيث أنه لم يطق فراق أخيه وانغمس في حال لا توصف من الحزن والكآبة. وفي يوم من الأيام، كان فيه الجميع ينتظر عودة لاندري لقضاء عطلته في منزل والديه، غادر سليفينة المنزل واختفى دون أن يترك أي أثر. فذهب لاندري للبحث عنه وجاب كل المنطقة وهو يصرخ لأخيه، ولكن دون جدوى.
بعد أن انتابه الجزع، توجه لبيت امرأة عجوز كانت تداوي المرضى وتتنبأ بالمستقبل ليطلب نصيحتها ويسألها عن مكان أخيه. لكنه غادر منزلها دون أن تجدي الزيارة نفعاً. هنا تدخلت حفيدة هذه السيدة، الفتاة فانشون. كانت في سن المراهقة، محيلة ومهملة لهندامها، وكانت قصير القامة مثل جنية تقفز بين الأشجار وتقضي وقتها في أرجاء الحقول وعلى ضفاف الجداول. وكانت على ما يبدو تملك القوة السحرية التي تتمتع بها جدتها.
لكي يحصل لاندري على مساعدة الفتاة، اضطر لأن يخضع لشرطها الذي يقضي بأن يعدها بمراقصتها في عيد القديس أندوش، طيلة اليوم ودون أن يراقص أي فتاة سواها. وفي اليوم المعهود، نفذ لاندري وعده، ولكن على مضض كبير أنه اضطر بذلك إلى التخلي عن الفتاة الجميلة مادلون، ابنة رب العمل، التي كان يبادلها كلمات الحب والإعجاب. أمام رد فعل هذه الفتاة الغنية والمتعجرفة، التفت إلى فاديت الصغيرة ووجد أنها ليست كريهة جداً كما كان يعتقد وكما كان يعتقد جميع أهل الجوار. فأخذ يلتقي بها من وقت لآخر وكان في كل مرة تزداد عواطفه تجاهها ويزداد إعجابه بروحها وشخصيتها. وفي الوقت نفسه اكتشف أن جدتها التي توفيت منذ وقت قصير قد تركت لها ثروة كبيرة جداً.
هنا، لم يعد والد لاندري يرفض زواجها من ابنه، وغدت العائلة كلها راضية وسعيدة بالروابط العاطفية بينهما، إلا الأخ التوأم سيلفينة.
الواقع أنه كان يتألم في قرارة نفسه، وبصمت شديد لدرجة أنه مرض مرضاً شديداً، جاءت فاديت وعالجته بطريقتها الخاصة، فشفي ولم يعد يشعر تجاهها بالعداء. بل على العكس من ذلك وقع بدوره تحت سحر هذه الفتاة الرقيقة.
بعد وقت قصير من زواج لاندري وفاديت، أعلن سيلفينة أنه سينخرط في صفوف الجيش، لم يفهم أحد السبب الذي أدى به إلى اتخاذ هذا القرار. إلا فاديت، التي شجعته على هذه الخطوة. وبعد عدة سنوات، تكشف أن سيلفينة لزوجها حقيقة الأمر: "حسناً، فانشون تسحر الجميع بشكل ملحوظ وهي سحرت أيضاً سيلفينيه من دون أن تدري بذلك. وعندما لاحظت أن سحرها هذا قد ترك أثراً كبيراً في نفسه، حاولت أن تردعه أو أن تخفف من عواطفه، ولكن عندما عجزت عن ذلك، وعندما لاحظ سيلفينيه أنه يفكر كثيراً بامرأة أخيه، تحلى بالشرف والفضيلة وقرر الرحيل وأيدت فانشون قراره ودعمته".
بعد عشر سنوات من التعب والبسالة والسلوك الحسن، أصبح سيلفينة نقيباً في الجيش وتلقى التنويهات من رؤسائه وقلد أعلى الأوسمة وأصبح فخر عائلته وقريته. لكنه بقي أعزب يرفض بعناد فكرة الزواج.