لا يخفى أن بعض الشعر مستودع للحكمة والفصاحة فضلاً عن أنه ديوان حافل بالأحداث والوقائع التاريخية المهمة.وقد كان العرب ذوي اهتمام بالغ بهذه النصوص، لأنها تكون ثقافتهم الخاصة، ونجد آثار هذا الاهتمام بنعكس على حياتهم الخاصة والعامة، فيحفظون الشعر العربي والنصوص الأدبية...
لا يخفى أن بعض الشعر مستودع للحكمة والفصاحة فضلاً عن أنه ديوان حافل بالأحداث والوقائع التاريخية المهمة.
وقد كان العرب ذوي اهتمام بالغ بهذه النصوص، لأنها تكون ثقافتهم الخاصة، ونجد آثار هذا الاهتمام بنعكس على حياتهم الخاصة والعامة، فيحفظون الشعر العربي والنصوص الأدبية الأخرى ويستظهرونها، وقد يصل بهم الاهتمام إلى درجة الاحتفاظ ببعض النصوص في أماكن مقدسة تعبيراً عن التقدير والإعجاب بهذه النصوص.
إن الشعر العربي له تأثير السحر على روح وعقل وعواطف الإنسان العربي، الذي ينجذب إليه، ويقبل بكل مشاعره وأحاسيسه عليه. ومن الواضح أن هذا الأمر يجعل الشعر قادراً على القيام بدور فاعل وقوي في مجال الاستئثار بقسط من الاهتمام لدى فريق كبير من الناس، ولقد سجل شعراء الإسلام منذ عهد الرعيل الأول وإلى اليوم آيات الولاء والحب التي تكنها قلوبهم وضمائرهم وتعتلج في صدورهم تجاه النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم وكذلك كتب الشعراء وعبروا عن أحاسيسهم تجاه الأحداث التي رافقت مسيرة الإسلام في صراعه المرير مع المشركين في بداية الدعوة الإسلامية ومع المنافقين بعد أن كوّن الرسول صلى الله عليه وسلم المجتمع الإسلامي والدولة الإسلامية في المدينة.
إن شعر الولاء للإسلام والحب للنبي المصطفى صلى الله عليه وسلم يعتبر من الأغراض السامية الخالدة التي تؤكد عمق الولاء لرسالة الإسلام وشدة الارتباط بالقادة الرساليين، وتكشف عن التزام الشاعر بالواقع الذي يعيش من خلاله ويتأثر ويؤثر فيه، ولذلك نرى إن القرآن الكريم كان يشكل بالنسبة إلى المسلمين حجر الزاوية الرئيسة في ثقافتهم وأفكارهم وعقيدتهم على أساس ما يحتويه من ثقافة فقد كان يعطي الجامع له امتيازاً اجتماعياً بين الناس، يشبه الامتياز الذي يحصل عليه العلماء من الناس في عصرنا الحاضر، وهو الحال الذي يقف عنده الشعر المروي في هذا الكتاب عن أبي بكر ويصب فيه بنفس الاتجاه فهو يعالج الآية القرآنية أو الحديث النبوي الشريف أو المثل العربي معالجة خبير متمكن من العلوم الأدبية مطلع على دقائقها وأسرارها، وقد تطرق في شعره إلى ألوان من الأغراض شتى قد أجاد في أكثرها كل الإجادة وأبدع فيها كل الإبداع، فقد كان قوي الحافظة، واسع الإطلاع في الشعر العربي، بصيراً بأنساب وأيام العرب.
وإذا تمعنا النظر في مجمل الشعر المروي عن أبي بكر نجد أنه يعد من المقلين في الشعر، كذلك نلاحظ أنه شعر مناسبات وأحداث.
والكتاب الذي بين يدينا يسعى لتقديم مجمل ما روي عن الإمام أبي بكر من قصائد حيث اهتم المحقق بجمع شعره وبشرح الألفاظ اللغوية الصعبة التي جاءت في كل بيت شعري ثم ترجم للأعلام المذكورين في الديوان، وعلى فهارس فنية كاملة وفقاً لأحدث القواعد الفنية لتحقيق، هذا بالإضافة إلى اهتمامه بإيضاح المفردات اللغوية المشكلة في المتن والأحاديث بالرجوع إلى معالم اللغة.