إن خير ما صرفت فيه الجهود، وشاتل به العلماء تعليماً وتفسيراً وتفهماً ودراسة واستنباطاً كتاب الله. وإن من وسائل حفظه، وتيسير درسه، أن يعني جهابذة العلماء قديماًَ وحديثاً بتفسيره ,إيضاح غامضة، وبيان محكمه ومتشابهة، والكشف عن أسراره، وذكر عجائبه، وحصر آيات الأحكام فيه لمعرفة...
إن خير ما صرفت فيه الجهود، وشاتل به العلماء تعليماً وتفسيراً وتفهماً ودراسة واستنباطاً كتاب الله. وإن من وسائل حفظه، وتيسير درسه، أن يعني جهابذة العلماء قديماًَ وحديثاً بتفسيره ,إيضاح غامضة، وبيان محكمه ومتشابهة، والكشف عن أسراره، وذكر عجائبه، وحصر آيات الأحكام فيه لمعرفة الحلال والحرام، والوقوف عند الأمر، والنهي، واستنباط حكم، التشريع. ولئن كان للعلماء القدامى اليد الطولى في تفسير القرآن الكريم، وتفسير آيات الأحكام بوجه أخص، فإن للعلماء المتأخرين ممن اشتغل بذلك خطوة موفقة، ذللوا بها الكثير من الصعاب لطلبة العلم، ممن صرفتهم صوارف الحياة عن التعمق، والدرس، والإمعان في البحث، وكشفوا لهم عن مفاهيم جديدة مما أدى إلهي اجتهادهم.
وكتاب الشيخ "محمد علي الصابوني" روائع البيان في تفسير آيات الأحكام من القرآن، يأتي في هذا الإطار فمؤلفه الشيخ الصابوني غني عن التعريف لنشاطه البارز في حقل العلم والمعرفة، فهو ينتهز الفرصة، ويسابق الزمن في إخراج كتب علمية هادية، هادفة، نافعة، هي نتيجة الدراسات الطويلة والبحث والاستقصاء، كان من بينها كتابه الذي نقدمه اليوم لطلاب العلم، بل وللعلماء أيضاً -وهو في مجلدين ضخمين- هما من خير ما ألف في هذا الباب، ذلك لأنهما جمعاً بين التأليف القديم من حيث غزارة المادة وخصب الفكرة، وبين التأليف الجديد من حيث العرض، والتنسيق، وسهلة الأسلوب.