في كتابه هذا، يقرأ الدكتور علي شلق شعرية (أبو تمام) حبيب بن أوس الطائي (190-230ه) مقدماً للكتاب بمقدمة عن أحوال الشعر العربي وشؤونه وشجونه، ونبذة عن حياة أبي تمام وعصره ومؤلفاته. أما الحصة الأكبر فكانت لـ "ديوان أبي تمام" الذي اعتمد عليه في هذه الدراسة، وهو ديوان يقع في مجلدين،...

في كتابه هذا، يقرأ الدكتور علي شلق شعرية (أبو تمام) حبيب بن أوس الطائي (190-230ه) مقدماً للكتاب بمقدمة عن أحوال الشعر العربي وشؤونه وشجونه، ونبذة عن حياة أبي تمام وعصره ومؤلفاته. أما الحصة الأكبر فكانت لـ "ديوان أبي تمام" الذي اعتمد عليه في هذه الدراسة، وهو ديوان يقع في مجلدين، تناول بين صفحاته مختلف أغراض الشعر في عصر الشاعر من مدح، وهجاء، وعتاب، وإخوانيات، ورثاء، وغزل، وتأملات، وحكميات، وتمثلات، .. وغيرها.
يعتبر المؤلف أن أبا تمام يختلف عن المحسنين البديعين الذين أسرفوا في التعبد للشكل، لأنه اختار طريقة ذلك غوىً لا غواية ليٌدل ببراعته، ويشير إلى حضارة عصره إلى جانب إبداعه الفكري. ومن أنواع المحسنات البديعية التي سلط عليها المؤلف الضوء هي التي أكثر منها الشاعر في مدمكة العبارة أو البيت، أو القطعة، (الترصيع) الذي هو جناس الشعر، والطباق، والمقابلة، والتورية، والكناية، مكثراً أي - أبي تمام – من التشابيه الخارقة من استعارة بأنواعها، وتشابيه تمثيلية، واستعارات بمختلف صورها/حيث يخرج اللفظ من مدلوله اللغوي المألوف، إلى المجازي ويسطع في آفاق الخارق عندما يتجاوز البديعيات إلى السموّ واقعية، أو الرمزية حيث تفرّد بها عن سابقيه من الشعراء، وعدّ مرهصاً بذلك لشعراء الصوفية، وسابقاً بنمطه شعراء الرمز الذي عرفهم التاريخ العربي في سلسلة الرمزيات إلى السورياليات.
هكذا، يقدم الدكتور علي شلق شاعره الحصيف (أبو تمام) للقارىء العربي، بعد أن درس أغراضه الشعرية، شارحاً لها، ومفككاً لتراكيبها وصورها، ومُكملاً عمله بمنتخبات من شعر أبي تمام.