يعد هذا الكتاب "مجمع في تفسير القرآن" للإمام المفسر أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي من أهم الكتب المصنفة في التفسير، حيث أن المؤلف قد استقى مادته من أقوال المفسرين وآراء المفكرين، فأخذ خلاصة آرائهم، وانتقى زبدة أقوالهم وطرح ما لا يتفق مع مبادئ الشريعة، وتوخى في كثير من المواطن، الإقلال حيث لا خلل، والإكثار حيث لا ملل، مجتهداً ما أمكن الابتعاد عن دس الوساسين، ووضع الزنادقة والملحدين، حيث جعل جل همه، إيضاح المعاني وحل المشكلات، بما يرتاح إليه الضمير، فكان تفسيراً جامعاً للمقاصد، في قول الرأي والحكم، عند مشاهير المفسرين، وأعلام المفكرين مع مراعاة الاختصار والترتيب، واختيار أصح الأقوال وأرجحها، فجمع بين المأثور والمعقول، والوضوح والبيان لجهة الإعجاز الذي يمتاز به القرآن الكريم، إذ أنه فوق سائر العقول والأفهام.
هذا وقد أقام المؤلف مباحثه على سبعة مواضيع في نصوص القرآن، أفتتح كلاً منها بآية أو أكثر من القرآن الكريم، مع رقم عددها، ثم ثنى بالمواضيع كي يبحثها عنواناً فعنواناً، القراءة، الحجة، اللغة، النظم، النزول، الإعراب، المعنى، والتفسير، فأوضح المعاني، وأظهر الإعجاز، وفصل الأحكام، وبين المشكل، بأسلوب واضح وبيان ناصع، لا حشو فيه ولا تطويل، ولا تعقيد ولا تكليف، فأبرز ما في القرآن من روعة الإعجاز، وتفصيل الأحكام، من حيث النزول، والجمع والترتيب، والتدوين ومعرفة أسباب النزول، والمكي منه والمدني، ومعرفة الناسخ والمنسوخ، والمحكم والمتشابة، وغير ذلك من الأبحاث الكثيرة التي تتعلق بنصوص القرآن العظيم، أولها صلة به.