"مهنة السيدة وارن" مسرحية تناول فيها الكاتب البريطاني "جورج برنارد شو" موضوع التفكك العائلي وانعكاساته على سلوك الأبناء تجاه الأبوين، ففرانك بطل المسرحية شاب لا يحترم والده برغم أن ذلك الأب هو قسيس، ولعلك تعرف ما يعنيه ذلك، وربما قد تسأل لماذا قد يشغل هذا الأب في توجيه ابنه...

"مهنة السيدة وارن" مسرحية تناول فيها الكاتب البريطاني "جورج برنارد شو" موضوع التفكك العائلي وانعكاساته على سلوك الأبناء تجاه الأبوين، ففرانك بطل المسرحية شاب لا يحترم والده برغم أن ذلك الأب هو قسيس، ولعلك تعرف ما يعنيه ذلك، وربما قد تسأل لماذا قد يشغل هذا الأب في توجيه ابنه الوجهة الصالحة، أليس هو الذي يوجه ويوعظ؟ لماذا نجده عاجزاً عن جعل ابنه يحترمه حتى أمام الغرباء، على الأقل؟ السبب كما شخصه كاتباً الجريء، هو باختصار: نقطة ضعف في سلوك الأب.
إن هذه الجرأة في تعرية رجل دين مسيحي لتكشف لنا حدة التفتح الاجتماعي والأخلاقي للمجتمع الإنكليزي، زكما هو حال فرانك نجد فيفي الفتاة المراهقة الغير مبالية بوالدتها، برغم كل الرعاية التي أولتها الأم لابنتها، خصوصاً فيما يتعلق بتعليمها؟ السبب هو عدم اقتناع فيفي، كفاية بسلوك والدتها. ويتصاعد هذا إلى الذروة فيما تكتشف الابنة نوعية العمل اللاأخلاقي الذي تمارسه الأم. إن نتيجة السلوك المنحرف للأم والأب هو التباعد بين أفراد الأسرة الواحدة، عدم احترام الابن لوالده، وعدم اكتراث البنت بمشاعر وتوسلات الأم.

أيها القارئ إن هذه المسرحية هي عبارة عن درس أخلاقي متكامل لا ينطبق على مجتمع معين ولا على جيل محدد وإنما هو معبر عن واقع أجيالنا ومجتمعاتنا وناطق على حالتها، كما فيها درس تربوي متعدد الجوانب يعيد التعقيد، لعنته بسيطو مشوقة، قراءته تتطلب جهداً عقلياً حاداً، ولا يصيبك بالتشويش الذهني لبساطة أسلوبه.