-
/ عربي / USD
"خزانة الأدب" في الأصل وكما يذكر صاحبه في مقدمته له، هو شرح لبديعيته التي أنشأها كما يذكر هو "برسم من محمد بن البارزي الجهني الشافعي" صاحب ديوان الإنشاء بالمماليك الإسلامية، وقد حذا فيها حذو "طرز البردة" بعد أن وفق محمد بن البارزقي، على بديعية الشيخ عز الدين الموصلي التي التزم فيها تسعية النوع الربعي، وروى فيها من قبس الغزل، ليتميز بذلك على الشيخ صفي الدين الحلي، الذي لم يلتزم وذلك في بديعيته. وقد سمى ابن حجة بديعيته تلك "تقديم أبي بكر" وحاول فيها أن ينسج على منوال عز الدين الموصلي، في تصنيف الأبيات ألفاظاً يشير بها إلى الأنواع التي بلغ بها ماية واثنين وأربعين نوعاً، دون تمييز بين البديع وغيره من علوم البلاغة، محاولاً أيضاً أن يحارب صفي الدين الحلي في رقة الشعر وجمال النظم والسلاسة. ثم إنه، أعني ابن حجة، وضع هذا الشرح المطول لبديعيته، وأسماه "خزانة الأدب وعناية الأرب" فكان أكثر أهمية وفائدة من البديعية ذاتها، إذ جاء كما يدل عليه اسمه، خزانة للأدب مليئة بدرر علومه وجواهر معارفه، وغاية ما يحتاجه المتأدب.
و"خزانة الأدب" أشبه بالموسوعات الأدبية التي تجمع فنون الأدب المختلفة: من اللغة والبلاغة والنقد والتاريخ والتراجم، ومنثور الكلام ومنظومه، حتى المواليا والأزجال لكثرة ما يورده صاحبه فيه من الشواهد والأمثلة والاستطرادات، وأحياناً النكت والمساجلات الأدبية. ولا نبالغ إذا قلنا إنه مرجع أدبي خاص، للعصرين: المملوكي والأيوبي، بل هو مرجع أدبي عام. لذلك قام عصام شعيتو بتوليته بعض الاهتمام وذلك تسهيلاً لللاستفادة منه، فقام بشرحه والتعليق عليه، وتخريج الآيات القرآنية الواردة فيه، وتحريره بضبطه، وتعيين بداية الفقرات ووضع النقاط والفواصل، وترجم لصاحبه ومن ثم أشرف على طباعته بتصحيحه من خروج بهذه الحلة الجديدة.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد