إذا كانت هذه السلسلة تتحدث عن الأمهات، فإن في سيرة السيدة زينب، أمومة من نوع آخر، لم تكن مشاعرها ترتبط بأبناء حملتهم في بطنها، أو أرضعتهم من ثديها الطاهر واحتضنهم صدرها المملوء بدفء الإيمان والطهر كل الأمهات يقدمن غريزة الأمومة لأبنائهن، لكن أمومة زينب ليست كغيرها، فقد قضت...
إذا كانت هذه السلسلة تتحدث عن الأمهات، فإن في سيرة السيدة زينب، أمومة من نوع آخر، لم تكن مشاعرها ترتبط بأبناء حملتهم في بطنها، أو أرضعتهم من ثديها الطاهر واحتضنهم صدرها المملوء بدفء الإيمان والطهر كل الأمهات يقدمن غريزة الأمومة لأبنائهن، لكن أمومة زينب ليست كغيرها، فقد قضت المصاعب، وضع الابتلاء منها أمّاً للبيت الهاشمي في أشد محنة تعرض لها على مر تاريخه ربما من أيام هاشم بن عبد مناف إلى ما شاء الله من أعلى التاريخ إلى سفحه الأسفل إذا اشتبهناه بالجبل الشاهق الارتفاع المترامي السفوح، كانت طفولتها حزينة، وصباها مفجوع بقتل أبيها، أما أمومتها فقد وزعت هنا وهناك، فلم يزدها كل هذا إلا إيماناً وحكمة وعقلاً وصبراً ليس له مثيل، ورباطة جأش ربما انهارت منها إرادة الرجال الحديدية، ونحن إذ نقدم سيرة السيدة زينب بنت علي نقدم صورة قلمية لأم ليست ككل الأمهات، إنها أم لجيل هاشمي كامل.