"المتفوقون" اسم تردد كثيراً في العديد من المحطات والقنوات التلفزيونية اللبنانية والعربية والأوروبية، وفيه ما يشير إلى نية حدوث التفوق بقيام المتفوق بتحقيق ذلك، يتم الأمر عن طريق حفظ المتباري لمعلومات عائدة إلى مراجع وقواميس ومجموعات تهتم بالموضوعات المطروحة، وغالباً ما...
"المتفوقون" اسم تردد كثيراً في العديد من المحطات والقنوات التلفزيونية اللبنانية والعربية والأوروبية، وفيه ما يشير إلى نية حدوث التفوق بقيام المتفوق بتحقيق ذلك، يتم الأمر عن طريق حفظ المتباري لمعلومات عائدة إلى مراجع وقواميس ومجموعات تهتم بالموضوعات المطروحة، وغالباً ما تشير القنوات التلفزيونية التي تريد تمييز نفسها، إلى أسماء برامج تعتمدها في السؤال، لكي يتم اعتمادها من قبل المشاركين، فيجيبون ليس بعيداً عن أرض السؤال، بل فيها. تتجدد الهوامش والزوايا هنا، فمن التاريخ إلى الجغرافيا إلى الشعر المحفوظ أو الشعر المؤلف، إلى الأدب والثقافة بمعناها العام، وتطرح الجوائز في المقابل إما بطريقة المقطوعة، أو التصاعد المادي، فيربح المتباري مبلغاً فورياً، أو تتجمع مكافآته إلى آخر البرنامج، أو يمنح سيارة أو دراجة نارية، أو يدفع به التنافس إلى خارج إطاره. يحكي الكثير عن هذه البرامج، وأشباهها، فهي لا تزال مطلوبة، ولا تزال مدعاة مشاركة وإقامة علاقات لصيقة بها من قبل المشاركين.
على هذه الأرضية والغاية، قدمت محطة "المستقبلة" في دورة الخريف الخاصة بها برنامج العاب لا يخرج عن النمط المعروف، بل يستعيده ويستهلكه، في إطار تدرج تصاعدي، وقد سمي هذا البرنامج بـ"الأولون"، لكي لا يقع البرنامج في الشبه منذ العنوان، فيقال بأن الرسالة تقرأ من عنوانها وينتهي الأمر عند هذا الحد، ويمكن القول بأن هذا البرنامج "الأولون" هو عبارة عن برنامج ثقافي علمي تثقيفي وترفيهي في الوقت نفسه. وهو قد استعار في فقرة من فقراته وهي فقرة الشعر الارتجالي بعض سماته من سوق عكاظ الذي يعدّ سوقاً من أسواق العرب في الجاهلية كانت تجتمع فيها القبائل مدّة عشرين يوماً في شهر ذي العقد كل سنة بموضع بين نخلة والطائف، يبعد عن مكة ثلاثة أيام. كان الشعراء يحضرون سوق عكاظ ويتناشدون ما أحدثوا من شعر. أما في برنامج "الأولون" فهو عبارات شعرية بين مشتركين يبدأ أحدهما بالحرف الذي ينتهي به بيت المشترك الآخر. لم يكن عدد المشتركين في فقرة الشعر الارتجالي من برنامج "الأولون" كبيراً، حيث كان مقتصراً في القسم الأول منه على الشعراء: عباس فتوني، خليل عجمي، أديب سيف، وبشارة السبعلي. وفي القسم الثاني غاب أديب وانضم إليهم الشعراء: فاروق شويخ، خالد فرّوخ، والعبد عبد الله. ويقصد بالشعر الارتجالي أن يكون الشعر للمشترك نفسه سواء صاغه في الماضي أم الحاضر، خلاف الشعر الكلاسيكي الذي ينقله المشترك عن سواه من الشعراء.
وتجدر الإشارة إلى أن فقرة الشعر الارتجالي كان لها صدى كبير لدى أوساط المشاهدين، لما اكتسبه من نجاح مميز وترقب مستمر، لذا أخرجها المخرج عن فقرة الشعر الكلاسيكي بعد أن كانت مقدمة عليها، بدءاً من الحلقة الثانية عشرة. من القسم الأول ولغاية الحلقة الأخيرة من القسم الثاني لتكون مسك الختام في كل حلقة.
وجمع هذا الكتاب في طياته مقتطفات مما تمّ ارتجاله من أبيات شعرية في هذه الفقرة "الشعر الارتجالي" ولم يدوّن منها سوى الحلقات التي شارك فيها عباس الفتوني، وكان عددها تسعاً من ثلاث عشرة حلقة في القسم الأول وثمانية من خمس عشرة حلقة في القسم الثاني. وتمّ تدوينها من قبل الشاعر نفسه، وهو لم يشأ التعليق على الأبيات المذكورة كونه أحد المشتركين في المبارزة، إنما هو تركه للقارئ، مكتفياً بنقل وقائع الحلقات مع رأي اللجنة التحكيمية في بعضها، كما سجّل الشاعر بعض المعلومات على الهامش للفائدة والتوضيح