"نزار قباني: شاعر تنفس الحب مع الهواء، وشربه مع الماء، ومضغه مع الخبز. عاش مشاكساً نزقاًن يبحث عن أرض لا تسجن الشعر، وشفاه لا تعرف اللين، ونهود لا تخشى العراك، وقلوب لا تسأم الحب. استل شعره من أفواه العصافير، ورذاذ المطر، وهدير الأمواج، وفحيح الأجساد الجائعة، وضمخه برائحة...
"نزار قباني: شاعر تنفس الحب مع الهواء، وشربه مع الماء، ومضغه مع الخبز. عاش مشاكساً نزقاًن يبحث عن أرض لا تسجن الشعر، وشفاه لا تعرف اللين، ونهود لا تخشى العراك، وقلوب لا تسأم الحب. استل شعره من أفواه العصافير، ورذاذ المطر، وهدير الأمواج، وفحيح الأجساد الجائعة، وضمخه برائحة البحر، وعطر النرجس والفل والياسمين.
آمن بوظيفة الشعر التحريضية، فعمل به ومن خلاله على خلخلة العلاقة التقليدية القائمة بين الإنسان والكون، فإذا هو بين صديق لا يرى عيوبه، وخصم لا يرى حسناته.
نزع عن القصيدة العربية ثوب البداوة، وخلص الحب من أوهامه، وأخرج الجسد الأنثوي المكبوت من كهوف العتمة والصمت، إلى فضاءات النور والصوت، فإذا المرأة التي احتلت شعره امرأة حقيقية من لحم ودم وشعور، وتذوب لهفة، وتموت عشقاً، وتعربد شهوة.
وما هذا الكتاب إلا محاولة صادقة لاستجلاء صورة المرأة كما رآها نزار قباني، وكما بدت في شعره، لا كما شاع في أذهان الناس، أو كما رسمه الآخرون لهم، وذلك بالرجوع إلى النص الشعري، واستنطاقه، واستقراء ألفاظه ومعانيه، ومن خلال الاحتكام إلى المرأة التي شرشت في لغته وصوته وأعصابه، واحتلت جل شعره.
ويقع هذا الكتاب في أربعة فصول: الفصل الأول: وفيه نبذة عن حياة الشاعر، وأسرته، وعمله الدبلوماسي، وشخصيته، وآثاره، ومنزلته وآراء الكتاب والنقاد فيه. الفصل الثاني: ويتضمن دراسة مفصلة، كشفت عن صورة المرأة في شعر نزار قباني بأشكالها المختلفة (الأم، الزوجة، العاشقة والمعشوقة، البغي، القطة...). الفصل الثالث: وهو بعنوان "جمهورية النهود في شعر نزار قباني"، ويتضمن رصداً لبعض مواقع النهود في شعره، ودراسة لأسباب كثرتها فيه. الفصل الرابع: ويشتمل على مختارات من شعر نزار قباني في المرأة، تراوحت أساليبها بين العفة والإباحة، والتصريح والرمز، والتجديد والتقليد.