أجمع المعنيون والمتخصصون على أن الخط فن إبداعي لم ينل عند أمة من الأمم أو في حضارة من الحضارات ما ناله عند العرب والمسلمين من العناية والتفنن وحيثما حلّ الإسلام حطّ الخط العربي رحاله فاتخذوه أولاً وسيلة للمعرفة، ونقل الأفكار، ثم ألبسوه لباساً قدسياً عندما جعلوه مجدداً...
أجمع المعنيون والمتخصصون على أن الخط فن إبداعي لم ينل عند أمة من الأمم أو في حضارة من الحضارات ما ناله عند العرب والمسلمين من العناية والتفنن وحيثما حلّ الإسلام حطّ الخط العربي رحاله فاتخذوه أولاً وسيلة للمعرفة، ونقل الأفكار، ثم ألبسوه لباساً قدسياً عندما جعلوه مجدداً جميلاً جديراً بكتابة آيات القرآن الكريم، ثم أصبح فناً يزين الكتب والدواوين وجدران وسقوف المساجد، والعمائر الفخمة، فكان زخرفة وفناً بذاته عدا ما يحمله من آيات وأشعار وحكم ومأثورات.
ومؤلف هذا الكتاب هو واحد من المساهمين بإحياء هذا الفن الأصيل. وبكتابه هذا يكون قد أتم موسوعته الخطية الكبرى (فموسوعة الخط العربي) بمجلداتها الثمانية، التي أتبعها بكتابه (أصول الخط العربي). موثقاً مما ندر من تلك اللوحات بـ(جمهرة الخطوط العربية) الكتاب الذي نقلب صفحاته والذي جاء بمثابة عملي توثيقي شامل. وكان منهج المؤلف في توثيقها أن جعل اللوحات الخطية متسلسلة حسب الطريقة الآتية. معلقاً عليها ذاكراً اسم من رقمها وسنة الكتابة ونوع الخط. فكانت: 1-النصوص القرآنية، 2-الحديث النبوي الشريف، 3-المأثورات والحكم، 4-نصوص نثرية ومقطوعات شعرية، 5-نماذج أخرى من النصوص والخطوط. ولربما تداخل بعضها ببعض بشكل غير ملحوظ لضرورات فنية.. فكانت جمهرة الخطوط تلت روضة فاقدة، ودوحة ناضرة، تسر عاشقي هذا الفن ودارسيه والمنتصبين به.