في هذا الكتاب خمسة أقاصيص كتبها الأديب الفرنسي "غي دي موباسان" أحد آباء القصة القصيرة الحديثة، وقد كان موباسان مُعجباً بأبي الرواية المعاصرة "جوستاف فلوبير" الذي تعلّم منه كيف يكتشف الواقع في كل تفاصيله، فقد ثابر على رصد العالم المحيط به في كل مظاهره، القبيحة منها كما...
في هذا الكتاب خمسة أقاصيص كتبها الأديب الفرنسي "غي دي موباسان" أحد آباء القصة القصيرة الحديثة، وقد كان موباسان مُعجباً بأبي الرواية المعاصرة "جوستاف فلوبير" الذي تعلّم منه كيف يكتشف الواقع في كل تفاصيله، فقد ثابر على رصد العالم المحيط به في كل مظاهره، القبيحة منها كما الغريبة، وكان يراقب من الواقع مظاهره التي لم يرها إنسان من قبله ولم يفطن لها حتى.
ففن الحكاية عنده يكمن في الوصف الواقعي والدقيق لشؤون الحياة اليومية، وهو لذلك لا يتردد في أن يصف كل الأوساط التي كان يتردد عليها: الريف وعادات أهله، والمجتمع الباريسي والأهواء التي تطيح بأفراده، والحرب وفظائعها، إلى ما هنالك.
أما المواضيع التي تتميز بها أقاصيصه ورواياته فكثيرة، يُذكر منها: الحب والعلاقات الغرامية، الجيش والحرب، الجريمة والثأر، الصيد والإستجمام، الفحش والنساء، الماء والبحر، الموت والجنون، وغيرها كثير، لكن، في كل ذلك، كان موباسان يعمل كفنانٍ، أي أنه لم يكن يبغي - كما كان يقول - "أن يُظهر لنا صورة فوتوغرافية عن الحياة، بل كان يريد أن يقدم لنا رؤية عن الواقع، رؤية أقرب ما تكون إلى الكمال والجاذبية والإقناع".
وللوصول إلى أهدافه هذه، كان موباسان يكتب بأسلوب بسيط ومعقد في آنٍ معاً، فجملته متواضعة وبسيطة، تماماً مثل تواضع الناس الذين يتكلم عنهم ومثل بساطة الأوساط التي يصفها، إلا أن مواضيع أقاصيصه ترتبط باللون المحلي وبالعادات الفرنسية - وخصوصاً بالوسط النورماندي - إرتباطاً يجعل من الصعب أحياناً - وربما من المستحيل - التعبير عن كل دقائق أسلوبه وحدّة ملاحظاته في لغة غير لغته.
جاءت عناوين القصص الذي تناولتها صفحات هذا الكتاب: "زوجتي"، "جمال لا جدوى منه"، "فوق ماء"، "المظلة"، و"الهورلا".