جوهرة ثمينة، وزهرة أريجة، وسفر أدبي بديع، ذلك هو "طوقُ الحمامة في الأُلفة والأُلاّف"، الكتاب الذي قَلَّ نظيره في أدبنا العربي، بما اشتمل عليه من أحاديث طريفة في الحبّ ومعانيه، وحالاته، وأسبابه، وأعراضه، وبما تضمنه من أشعار تُواكب كل معنى، وتفسر كل حالةٍ، وتؤيد كل...
جوهرة ثمينة، وزهرة أريجة، وسفر أدبي بديع، ذلك هو "طوقُ الحمامة في الأُلفة والأُلاّف"، الكتاب الذي قَلَّ نظيره في أدبنا العربي، بما اشتمل عليه من أحاديث طريفة في الحبّ ومعانيه، وحالاته، وأسبابه، وأعراضه، وبما تضمنه من أشعار تُواكب كل معنى، وتفسر كل حالةٍ، وتؤيد كل سبب. صَنَّفهُ "أبو محمد، علي بن حزم الأندلسي" - على عادة أهل زمانه - إستجابة لرغبة صديق مُتأدبٍ فقيه، حبَّب إليه هذا العمل، وكلَّفه به؛ وقد حرص المؤلف على تضمين كتابه ما وسع خاطره من حكايات الحب وأخباره، وما عاينه وعاناه، وما سمع به "على سبيل الحقيقة لا متزيداً ولا مفتناً".
ويشتمل هذا الكتاب على ثلاثين باباً، عشرة منها في أصول الحب (علامات الحب، الحب في النوم، الحب بالوصف، الحب من نظرة واحدة...)، واثنا عشر باباً في أعراض الحب وصفاته المحمودة والمذمومة (الصديق المساعد، الوصل، طيّ السرّ، الكشف والإذاعة...)، وستة أبواب في الآفات الداخلة على الحب (العاذل، الرقيب، الواشي...)، وبابان ختم بهما الكتاب وهما: باب الكلام في قبح المعصية، وباب في فضل التعفف.
لأهمية هذا الكتاب اعتنى بها المحقق تقديماً، وشرحاً، وفهرسة، وكان عمله فيها وفقاً للخطة التالية: تصدير الكتاب بمقدمة تشتمل على حياة المؤلف "ابن حزم الأندلسي"، وآثاره، ومنزلته، وآراء النقاد فيه، قراءة الكتاب، وتصحيح أخطائه المطبعية، وضبط أشعاره، شرح بعض المفردات التي تساعد القارئ على فهم ما يستعصي فهمه من مسائل الكتاب وشواهده الشعرية، توثيق الآيات القرآنية الواردة في الكتاب، وفقاً لورودها في القرآن الكريم، تزويد الكتاب بمجموعة من الفهارس الفنية التي تمكن القارئ من العودة إليه بسهولةٍ ويسر.