"قال شرف الدين الأنصاري في امرأة كانت تواصله وتصده: "لنا من ربة الخالين جارة، تواصل تارة وتصدق تاره، تؤانسني وتنفر من قريب، وتعرض ثم تقبل في الحراره، ومالي في الغرام بها شبيه، وليس لها نظير في النضاره، وفي الوصفين من كحل وكحل، حوت حسن البداوة والحضاره، وقتل العمد قد قتلته...
"قال شرف الدين الأنصاري في امرأة كانت تواصله وتصده: "لنا من ربة الخالين جارة، تواصل تارة وتصدق تاره، تؤانسني وتنفر من قريب، وتعرض ثم تقبل في الحراره، ومالي في الغرام بها شبيه، وليس لها نظير في النضاره، وفي الوصفين من كحل وكحل، حوت حسن البداوة والحضاره، وقتل العمد قد قتلته علماً، وما وصلت إلى باب الإجاره، وقالوا: قد خسرت الروح فيها، فقلت: الربح في تلك الخساره". غصّ الغزل العباسي في عصوره المتأخرة بذكر المحاسن الأنثوية والذكرية على السواء، فلا تكاد تخلو قصيدة من ذكر اللحظ، والثغر، والخد، والعذار، والصدغ، والردف، والقدّ، وغيرها.
ويشتمل هذا الكتاب على مجموعة من القصائد والمقطوعات لستين شاعراً على اختلاف اتجاهاتهم، وتباين مستوياتهم الفنية.
وكمنهجه في الكتب السابقة، فقد حرص الكاتب على عنونة القصائد، وتعيين مناسباتها وبحورها، وشرح ما غمض من ألفاظها.
ويعد هذا الكتاب رائداً في مجاله، لأنه يطلع القارئ على نتاج حقبة أدبية أتهم غزلها بالتحول إلى عمل مزركش بارد بعد أن كان نفسياً وعفوياً في الحقب الفائتة، ويوجّه أنظاره إلى ما أدخله الشعراء على فن الغزل من كل جديد ومبتكر.