تعد الخنساء من نساء العرب اللاتي علون علواً كبيراً بالشعر والأدب النسائي في الجاهلية الأولى، وفي صدر الإسلام ولعل الكتابة عن الخنساء قد أفاضت من زاوية هي المشهودة لها في مجالس الأدب والشعر ودواوينه، ولكن الخنساء الأنثى الأم، والشخصية العربية الفذة، التي ضربت المثل في فيض...
تعد الخنساء من نساء العرب اللاتي علون علواً كبيراً بالشعر والأدب النسائي في الجاهلية الأولى، وفي صدر الإسلام ولعل الكتابة عن الخنساء قد أفاضت من زاوية هي المشهودة لها في مجالس الأدب والشعر ودواوينه، ولكن الخنساء الأنثى الأم، والشخصية العربية الفذة، التي ضربت المثل في فيض المشاعر وقبضها، فعاطفتها المتدفقة شأنها شأن أي أنثى على مر الزمان، لم تواري خلفها شخصية ضعيفة تستمال كما قيل عن شيء من طبائع النساء بل خرجت منها بشجاعة وإقدام وصبر واتزان واجهت به المحن كما لم يواجه به أعتى الرجال ما أصابهم من محن، هذه هي الخنساء بوجه عام التي يتحدث عنها "عبد المنعم الهاشمي"، في هذا الكتاب الخنساء الأم، أم الشهداء، بعد أن يستعرض لحياتها التي صنعت منها هذه الأم المتميزة بل المدهشة عندما يقرأ سيرتها القارئ.