انتشرت اللغة العربية في كل الأقطار التي دخلها الإسلام فكان لها مركز الصدارة لدى تلك الأمم التي رأت فيها لغة يفرض عليهم الواجب الديني تعلمها وإتقانها ومع هذا الاهتمام نشأ اهتمام آخر بالخط العربي الذي كان نصيبه وافراً من الاهتمام والتجويد. فلقد زينت الزخارف الأشكال التي...
انتشرت اللغة العربية في كل الأقطار التي دخلها الإسلام فكان لها مركز الصدارة لدى تلك الأمم التي رأت فيها لغة يفرض عليهم الواجب الديني تعلمها وإتقانها ومع هذا الاهتمام نشأ اهتمام آخر بالخط العربي الذي كان نصيبه وافراً من الاهتمام والتجويد. فلقد زينت الزخارف الأشكال التي تحتوي على الخطوط العربية المباني والجوامع والقصور وأصح للخطاطين منزلة عظيمة لدى الأمراء والعظماء والتجار الذين يحرصون على إكرامهم. من بين هؤلاء خطاطون كبار أبرزهم ابن مقلة والأمدي ونفر غير قليل غيرهم والأستاذ كامل سلمان الجبوري من خيرة خطاطي عصرنا أثر على نفسه إلا أن يقدم للمهتمين موسوعة الخط العربي التي حوت أنواع الخطوط. وقد خصص هذا الجزء وهو السادس لخط الثلث الذي هو من أِهر أنواع الخط النسخي والأكثر صعوبة بين أنواع الخطوط العربية من حيث القواعد والموازين والقدرة على الإنجاز. أجاد فيه كثيرون أولهم قطبه المحرر، وإبراهيم الشجري وطورها آخرون وهو ينقسم إلى أقسام عديدة. وقد جاء هذا الجزء مليئاً بالنماذج الرائعة التي تعكس جمال هذا الخط ومكانته وقد استقاها من أعمال كبار الخطاطين كالفنان محمد مهدي الطريحي، ومحمد إبراهيم محمود وأحمد صبري زايد إضافة إلى لوحات من محتويات متحف طوبقبو-استنبول، ومتحف كولبكيان لشبونة-البرتغال ولم يغفل أن يقدم نماذج للكتابة على طريقة ابن حقلة وابن البواب.
وزود الكتاب بنماذج كتابة ميزان الحروف المركبة للخط الثلثي كتبه الخطاط محمد درويش البروشكي من تلاميذ عباس الآمدي في الموصل سنة 1220هـ، إضافة إلى العشرات من الآيات الكريمات، والنموذج الثاني كتسويد حروف مفردة ومركبة بخط الثلث موزونة بمعيار النقط لكتبها الحاج حسن رضا سنة 1318هـ. وأضاف لكل ذلك ثلاث صفحات أبجدية موزونة لحروف خط الثلث كتبها الخطاط هاشم محمد البغدادي.